يتعلق الأمر هنا بالتنّين أيتش أم أس « HMS Dragon ». تلك السفينة الحربية التي ما فتئت تتباها البحرية الملكية الابريطانية بها. فمنذ الخامس عشر من ابريل وهي تمخر عباب مياهنا الإقليمية حيث أرست مؤخرا بميناء الصداقة بنواكشوط. قبل أن تتجه يوم السبت الماضي صوب العاصمة الاقتصادية انواذيبو في إطار رحلة تدوم أربعة أيام. يستفيد من هذه الرحلة بعض ضباط البحرية الموريتانية عن طريق برنامج للتكوين والتبادل المشترك.
ويلخص القبطان ركس كوكس هدف الزيارة بقوله: " جئنا إلى موريتانيا بهدف تطوير علاقات الصداقة والتعاون. كما أننا نضع خبرتنا على ذمة البحرية الموريتانية إذْ نقوم بمحاربة القرصنة وتهريب المخدرات والمتاجرة بالأشخاص عبر المحيط الأطلسي."
بيد أن مهمة "التنّين أيتش أم أس" ليست حربية فحسب، وإنما تشمل أدوارا أخرى إنسانية. فلقد قضّى طاقمها حوالي ستة أشهر بدولة السيراليون في إطار محاربة وباء الإيبولا. وحسب قبطان السفينة فإن" الجنود المهندسين شيّدوا عدة مستشفيات ميدانية في هذه الدولة المنكوبة من أجل تطويق انتشار مرض الإيبولا."
يقظة دائمة
وعلى الرغم من خصائصها العسكرية المتطورة، فإن هذه السفينة المحسوبة على بلاد الغال تشارك بشكل منتظم في مهام إنسانية. وتستعمل لهذا الأمر فريقا للتدخل السريع مزودا بمروحية خاصة لتنفيذ عمليات الإجلاء والإغاثة. وتبلغ طاقة استيعابها 700 فردا بينما يوجد على متنها حاليا حوالي 230 راكبا فقط.
على مستوى قاعة العمليات، يرصد الضباط من بعيد حركة الملاحة الجوية والبحرية في المحيط الأطلسي مستعملين في ذلك أجهزة ذات تقنية عالية. ويطاردون العصابات على مختلف مشاربها محاولين البقاء دائما على يقظة تحسبا لأية كارثة طبيعية (زلازل، براكين..)، خاصة على مستوى الجزر التابعة للعرش الانكليزي والواقعة على ضفاف الأطلسي.
وخلال مُقامها في موريتانيا تتطلع بعثة "التنّين أيتش أم أس"، حسب القائم بالشؤون البريطانية بموريتانيا السيد جون ماكمانوس، إلى تعزيز علاقات الصداقة بين نواكشوط ولندن خاصة في مجال التعاون الأمني. علما بأن موريتانيا تعتبر حسب بعض المراقبين أحد البلدان المستقرة في منطقة الساحل رغم المخاطر المحيطة بها.