خلال السنوات الأخيرة، تجسست المخابرات الألمانية على الشركات الأوروبية وذلك لحساب الولايات المتحدة، كما تجسست أيضا على الساسة والمسؤولين الأوروبيين، وخاصة الفرنسيين.
وكشفت هذه المعلومات مجلة شبيجل أون لاين الألمانية، الخميس 23 أبريل، هذه المعلومات التي أكدها مساعدون مقربون جدًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولا سيما ذراعها الأيمن، وبيتر ألتماير، وذلك أمام بعض النواب.
وأصدر المتحدث باسم أنجيلا ميركل بيانًا قال فيه أن “المستشارية حددت نقاط ضعف تقنية وتنظيمية داخل أجهزة المخابرات الألمانية” وأنها “أمرت بتصحيحها من دون أي تأخير”، كما جاء في بقية البيان أنه: “لا يوجد إلى حد الآن دليل واضح حول المراقبة بالجملة لمواطنين ألمان وأوروبيين”، مما يوحي بوجود عمليات تنصت.
وقد عززت أجهزة المخابرات الألمانية، بعد هجمات 11 سبتمبر، من تعاونها مع نظرائها في الولايات المتحدة، ولكن اتضح وبشكل متزايد أن هذا التعاون لم يقتصر على مكافحة الإرهاب، فوفقًا لمجلة دير شبيجل الألمانية فقد استغل الأمريكان أجهزة المخابرات الألمانية كعملاء بالمناولة، حيث أعطوهم عناوين بروتوكول الإنترنت وأرقام الهواتف للتجسس لصالحهم.
أما من حيث المبدأ، فقد كان على المخابرات الألمانية التحقق من أن طلبات الأمريكان كانت ذات أهمية وذات علاقة بالأعمال الإرهابية، كما كان عليهم إعلام السياسيين مسبقًا.
خيانة
لكن، وعلى مر السنين، تزايدت طلبات الأمريكان، حيث أكدت صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية أن عدد هذه الطلبات وصل إلى “مئات الآلاف وحتى الملايين” إلى درجة “إغراق” المخابرات الألمانية التي لم تعد قادرة على التحقيق والتثبت من أهمية هذه الطلبات، خاصة وأنه بات من الواضح أن هذه الممارسات لم تكن معروفة لدى المستشارية الألمانية قبل الشهر الماضي.
والعلامة على عدم الثقة التي عرفتها العلاقة بين المخابرات الألمانية والنواب المسؤولون على مراقبة نشاطها، أنه عندما علم النواب بالمعلومات التي نشرتها شبيجل أون لاين، أنهى على الفور أعضاء اللجنة البرلمانية، التي تحقق في تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية، جلسة الاستماع التي كانت مع رئيس المخابرات الألمانية غيرهارد شيندلر، والذي كانوا يستجوبونه، وطلبوا من المستشارية إرسال مساعد لانجيلا ميركل.
وباعتبار أن “المخابرات الألمانية كانت ولسنوات عبارة على فرع تابع للمخابرات الأميركية”، طلب بيرند ريكزنجر، القيادي في حزب اليسار (اليسار الراديكالي)، وهو الحزب الرئيسي في المعارضة، بفتح تحقيق في “خيانة” المخابرات الألمانية، وقد رفضت بقية الأحزاب الألمانية هذا الإجراء، ولكن هذه الحادثة من شأنها أن تعزز انعدام الثقة بين الألمان وواشنطن.
المصدر: صحيفة لوموند الفرنسية – التقرير