حرب العزيزين في نواكشوط والجزائر؟

أحد, 2015-05-03 00:05
عبد‮ ‬العالي ‬رزاقي

من كان يتوقع أن تطرد نواقشط ديبلوماسيا جزائريا أو أن تطرد الجزائر بالمثل ديبلوماسيا موريتانيا؟ فما سر "الحرب الصامتة" بين العزيزين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الجنرال ولد عبد العزيز؟

الجنرال غير المرغوب فيه؟

العلاقات الجزائرية الموريتانية المعلنة قوية وهي بين الشعبين أكثر التحاما لكنها بينالرئيسين تحمل الكثير من الأسرار، صحيح أن الرئيس بوتفليقة رفض لقاء الجنرال ولد عبدالعزيز في الدوحة عام 2009، وأنه رفض استقبال وزير خارجيته بحجة أن الجزائر هيصاحبة مبادرة رفض الانقلابات في إفريقيا بالرغم من أن هناك من استغرب استقبالبوتفليقة للرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي، ومع ذلك فالجزائر تنسق أمنيا معموريتانيا وقد بادرت عام 2013 إلى مسح ديونها، وما تزال حتى الآن تفضل استيرادالسمك من نواقشط على دول عربية أخرى، وحرصت الجزائر على حماية الحدودالموريتانية الجزائرية، كما شرعت في تهيئة الطريق الرابط بين البلدين لدعم المشاريعالتنموية في الدولتين. 

يبدو أن الجنرال ولد عبد العزيز يريد الاستفادة من الوضع الإقليمي والعربي المتردي عبرمراجعة "علاقاته" مع المغرب على حساب الجزائر، ظنا منه أنها ستقوم بتأزيم العلاقات أو"تجميدها"، وقد قدم مبررات لا ترقى إلى مستوى توجيه اللوم   إلى الديبلوماسي الجزائري،فالجنرال ولد عبد العزيز يحاول تضليلنا فيوهمنا بأنه حريص على العلاقات الموريتانيةالمغربية أكثر من حرص حكامنا الذين كانوا في المغرب؟

قصص أغرب من الخيال؟

كان الملك الحسن الثاني يعتبر موريتانيا أرضا مغربية إلى أن استطاع الراحل الرئيسهواري بومدين أن يجمعه مع الرئيس الموريتاني في الستينيات بالحدود الجزائرية المغربية(زوج بغال) ليعترف الملك بالدولة الموريتانية إلا أن الرئيس الموريتاني يومئذ حاول التقربمن المغرب على حساب مصالح الجزائر و"الصحراء الغربية".

القصة التي أرويها ليست من الخيال وليست من إيعاز السلطة الجزائرية وإنما هي سلوكشخصي من مدير جريدة الشعب الجزائرية الحكومية التي نشرت أنذاك _ أثناء وجودالرئيس الموريتاني في تونس- خبرا يفيد أن انقلابا وقع في موريتانيا مما أدى بالرئيسالموريتاني إلى إلغاء ندوة صحفية كانت مقررة مع الرئيس الراحل حبيب بورقيبة، وكاد أنيطلب "اللجوء السياسي" من تونس لولا أن جريدة مغربية نشرت في اليوم الموالي خبرابعنوان" انقلاب في جريدة الشعب" فندت فيه ما ورد في الجريدة.

وعادت العلاقات بين الجزائر وموريتانيا مرة أخرى في عهد الشاذلي بن جديد، كما عادتالعلاقات مع المغرب بالرغم من دعم الجزائر للبوليزاريو وكانت قمة "زرالدة" لرؤساءوملوك وزعماء المغرب العربي شاهدة على حسن الجوار، فلماذا تراجعت اليوم ومنالمستفيد من هذا "التوتر" بين أقطار المغرب العربي؟ أوليست فرنسا وأمريكا والمجموعاتالإرهابية؟

صحيح أن قرار الجنرال ولد عبد العزيز بطرد ديبلوماسي جزائري كان مفاجئا للسلطاتالجزائرية والمواطنين؟، وصحيح أيضا أن القرار الرسمي لبوتفليقة كان هو الآخر مفاجئاللرأي العام العربي والوطني؟ فهو لا يرقى إلى المستوى المطلوب شعبيا إذا ما قورن بالقرارالذي اتخذ ضد المغرب حين اتهمت المخابرات الجزائرية بالضلوع في تفجيرات مراكش؟

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح على المتتبع للشأن العربي: ما مبرر هذا السلوك؟ وهليعقل أن تهدد أمن دولة معلومات قد تسرب لهذا الصحفي أو ذاك؟

قرأت تقريرا أمميا في الثمانينيات يؤكد أن للقصر الملكي المغربي في عهد الملك الراحلالحسن الثاني "مزارع" للمخدرات؟ وقد نشر آنذاك في الصحافة العربية ولم يثر زوبعةمثلما أثارها المقال الذي نشره الصحفي الموريتاني والذي ادعت السلطات الموريتانية أنهمن تسريبات الديبلوماسي الجزائري بالرغم من أن المعلومات الموجودة فيه متداولة فيالمواقع الإلكترونية؟

أعتقد أن الديبلوماسية الموريتانية أخطأت في التقدير لأن أمن دول المغرب العربي هو منأمن الجزائر فنحن مقتنعون بأن هذه المواقف المختلفة هي مجرد خطاب للاستهلاك المحليولا ترقى إلى مستوى تطلعات شعوب المغرب العربي؟

نقلا عن الشروق الجزائرية