من ليبيا إلى موريتانيا.. المغرب العربي في مرمى داعش

اثنين, 2015-05-11 23:42

من ليبيا إلى الجزائر.. يبحث تنظيم داعش عن توسيع بؤرة نفوذه العسكري، فالتنظيم الذي استطاع التمدد في بلدان العالم العربي مستغلا صراعات ما بعد الربيع خاصة في سوريا والعراق، بدأ التحرك صوب دول المغرب العربي.

وبدأت رحلة التنظيم في بلدان المغرب العربي في مدينة ليبيا، إذ تمكن داعش من إحكام قبضته على العديد من المدن هناك.
ليبيا..
في شهر أكتوبر العام الماضي ظهر بعض أفراد التنظيم في مدينة "درنة" الليبية وهم يتجولون في شوارعها، وذلك بعد أن أعلن مجلس شورى شباب الإسلام، في درنة مبايعة داعش، وتأسيس "إمارة إسلامية" هناك.
تمدد التنظيم داخل ليبيا حتى وصل إلى مدينة سيرت والتي نظم فيها عرضا عسكريا ضخما، استعرض خلالها عتاده العسكري هناك، ضم نحو أكثر من 60 سيارة رباعية الدفع مسلحة حاصرت جامعة سرت ومجمع الوزارات السابق.
ويعد الظهور الأكبر للتنظيم في ليبيا إعلانه مسئوليته عن تفجير سيارة مفخخة بموقف سيارات أحد فنادق وسط العاصمة الليبية طرابلس.
ويقدر عدد عناصر داعش المتواجدين في ليبيا ما يقرب من 3000 مقاتلا من عدة جنسيات مختلفة، وقام التنظيم بتقسيم ليبيا إلى ما يسمى بالولايات منها ولاية برقة وفزان وطرابلس، وولاية طرابلس.
المغرب..
أما في المغرب فعلنت السلطات المغربية تمكنها من تفكيك خلية موالية لتنظيم داعش مكونة من أربعة أشخاص تنشط بمدينة العيون في الصحراء الغربية.
وأوضحت وزارة الداخلية المغربية أن التحريات الدقيقة أظهرت الانخراط الكلي لعناصر هذه الخلية الإرهابية في الأجندة التي سطرها التنظيم، من خلال سعيهم لارتكاب جرائم إرهابية خطيرة بالمملكة حيث أصدروا فتوى تجيز اختطاف أحد معارفهم بهدف حرقه حيا بعد اتهامه بالكفر.
وأكد بيان الوزارة أن التحريات كشفت أيضا أن زعيم هذه الخلية الذي تربطه علاقة وطيدة بأحد القادة الميدانيين بصفوف "داعش" استطاع اكتساب خبرة واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة من خلال قيامه بتجربة مواد شديدة الانفجار تمهيدا لاستعمالها في تنفيذ مشاريع إرهابية ضد أهداف حساسة بالمملكة."
كما أعلنت السلطات أيضا تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثمانية أشخاص تنشط بكل من طنجة في شمال البلاد وفاس ومكناس شرقي الرباط.
الجزائر..
وفي الجزائر كشف مسؤول أمني أن بلاده رفعت مستوى التنسيق الأمني مع تونس، بغرض منع تسلل مقاتلين ينتمون لتنظيم الدولة (داعش)، بعد ضبط مراسلات بين عناصر التنظيم بسوريا والعراق وقادة كتيبة "عقبة بن نافع" في تونس، تشير إلى مساعٍ يقوم بها تنظيم الدولة لإدخال العشرات من عناصره إلى الجزائر.
وأكد المصدر أن السلطات الأمنية الجزائرية، ضبطت اتصالات، قام بها الناطق الرسمي لتنظيم الدولة، أبو محمد العدناني وبين قيادة كتيبة "عقبة بن نافع" في تونس، وتشير إلى أنها "تعمل على تسهيل الطريق أمام دخول جهاديّ التنظيم إلى الجزائر".
وتابع المصدر قائلا إن هناك"اتصالات جرت بين أبو محمد العدناني من العراق، وأبو عائشة التونسي، وهو أحد قادة كتيبة عقبة بن نافع، تباحث فيها القياديان كيفية إلحاق العشرات من عناصر التنظيم، إلى الجزائر، عبر جبال "الشعانبي" التي شهدت العديد من العمليات الإرهابية ضد أفراد الجيش التونسي.
ورفعت الجزائر مستوى التنسيق مع تركيا، إذ طلبت الحكومة الجزائرية من أنقرة إعادة أي جزائري يشتبه سعيه الالتحاق بتنظيم الدولة في سوريا عبر مطاراتها.
وفي ديسمبر الماضي بث تنظيم الدولة تسجيلا صوتيا لزعيمه أبو بكر البغدادي، قال فيه "إننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة إلى بلدان جديدة، إلى الجزائر و ليبيا و مصر و بلاد الحرمين و اليمن، و نعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، و إلغاء أسماء الجماعات فيها، و إعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية، و تعيين ولاة عليها.
ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصدر أمني قوله "إن الجزائر تحصلت على معلومات دقيقة عن هويات متطرفين ومقاتلين من 33 دولة من قبل الانتربول، تخص جميع أولئك الذين التحقوا بـ"داعش" في سوريا والعراق.
وأضاف أن "المتطرفين حاملون لجوازات سفر وعملية إلغائها صعبة جدا، استنادا إلى كون منظمة الأنتربول كانت تتبادل المعلومات عبر مكاتبها الدولية بصعوبة كبيرة، إلى غاية تحصين برامجها الإلكترونية العام الماضي.
وسلم الأنتربول للجزائر القائمة التي تضم 1500 مقاتل من "داعش"، كما تقدمت بطلب للجزائر، ترغب من خلاله في الحصول على موافقة من السلطات العليا على استخدام قاعدة البيانات التي تمتلكها شركة الخطوط الجوية الجزائرية، من أجل تسجيل جوازات السفر المسروقة التي يمكن استعمالها من طرف الجماعات الإرهابية.
وحصلت الجزائر بدورها على قاعدة بيانية بأكثر من 40 مليون وثيقة سفر تمتلكها منظمة الانتربول، لمساعدتها على اعتقال المشتبه في انتمائهم للجماعات الإرهابية. 

موريتانيا..
بعد ظهور داعش في ليبيا، بدأت محاولات التنظيم للتمدد في بلدان المغرب العربي، وفي محاولة لتكرار التجرية أعلن الأمن الموريتاني في مدينة أزويرات، شمالي موريتانيا، القبض على خلية مكونة من أربعة أشخاص، لصلتهم بتنظيم داعش.
وأكد مصدر أمني موريتاني أن عناصر التنظيم حاولوا استدراج الشباب لإيجاد موطئ قدم في البلاد، مشيرا إلى أن السلطات متوجسة من وجود خلايا تابعة للتنظيم في موريتانيا.
كما أكدت دراسة حديثة أصدرها معهد راند للشؤون الدفاعية والمقرب من دائرة صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، أن التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي منع وقوع كارثة في منطقة الساحل الإفريقي، والاستيلاء على موريتانيا لوصول إلى المحيط الأطلسي.
ونبهت "أنتربول" إلى أن الإرهابيين، الذي يسعون للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وبالخصوص تنظيم "داعش"، يسافرون على متن الرحلات البحرية السياحية، وذلك في أسلوب جديد للوصول إلى تلك التنظيمات والانضمام إليها.

نقلا عن موقع "مصر العربية"