قبل وفاته بأيام أوصي الدكتور والشاعر الراحل محمد ولد عبدي بأن تُهدى مكتبته الضخمة والبالغ عدد كتبها بالتمام والكمال 1300 كتابا للمكتبة الوطنية ، وتغطي المكتبة المهداة كافة حقول المعرفة ولا تستثني مجالا من مجالاتها .. نفّذت أسرة الراحل الوصية على أكمل وجه وفاء منها بالعهد وتنفيذا لرغبة شاعر لم يُجزعه الموت ولم يُنسيه ترجمة حبه لوطن ظل يسكن روحه ووجدانه حتى الرمق الأخير.
مكتبة الراحل التي دخلت أمس المكتبة الوطنية من أوسع أبوابها وملأت ركنا كاملا فيها كان يشكو النسيان وغياب الكتب وهجر القراء .. مكتبة الشاعر الراحل دخلت أيضا التاريخ من أوسع أبوابه ، فهي ستبقى شاهدة على عظمة الرجل وسعة علمه لقرون من الزمن ، وسوف يقرأ الاجيال تلو الاجيال ابداع الدكتور محمد ولد عبدي وسيتنسمون بقايا عطره ويتحسسون دفء مشاعره بين ثنايا كتبه التي كانت مؤنسه و جليسه وحافظ اسراره طيلة سنوات الاغتراب خارج الوطن .
رحم الله الدكتور محمد ولد عبدي الشاعر والإنسان والمواطن الصالح الذي غادر بلاده بصمت ، وظل يقاوم المرض وعذابات الغربة صابرا ومحتسبا.. رحم الله شاعرنا الذي ترجل بعد أن ملأ الدنيا شعرا وإبداعا وشغل الناس سيرا على خطى سلفه أبي الطيب المتنبى ، مع فارق بسيط هو أن ولد عبدي لم يكن يوما من شعراء البلاط ولم يكن يوما مدّاحا ولا هجّاء لأحد وهذا سر عظمته .
شكرا لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية التي رعت حفل تسلم المكتبة وشكرا لأسرة أهل عبدي التي نفذت الوصية على أكمل وجه وشكرا لكل الذين حضروا هذا الحدث الوطني من مثقفين وشعراء وسياسيين .