أكرر طلبي لمسعود بالتواضع والاعتذار للصحافة

جمعة, 2015-05-15 10:57
أحمد صمب ولد عبد الله

كانت قناتي المرابطون وشنقيط، تبثان من خارج البلاد على القمر الإصطناعي "نايل سات" ولم يكن بوسع أي جهة حكومة كانت أو غير حكومية مضايقتها في بثها أو الحجز عليها أو مصادرتها لأنه لم يكن بالمقدور التحكم فيهما كسائر القنوات التي تبث من الخارج كقنات الجزيرة والعربية وغيرهما. كانت وضعية القناتين تشكل تحدي للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، إذ لم تكن للسلطة القدرة على رقابتهما أو إخضاعهما للنظم والقوانين المنظمة للحقل السمعي البصري. كان تلك إشكالية كبيرة والحل الأمثل لها هو الترخيص لهاتين القناتين اللتان تبثان من الخارج لجمهريهما الموجود في داخل البلاد. ولقد مكن ذلك الحل من تحسين وضعية القناتين وإخضاعها للمنظومة القانونية المنظمة للفضاء السمعي البصري، وأصبحتا كمثيلاتهما قنوات وطنية مكاتبهما الرسمية متواجدة على تراب الوطن وتخضعان للنظم القانونية للبلد.

أستغرب اليوم كثيرا عندما أسمع احزاب طلائعية تنادي بسحب ترخيص قناة كإجراء عقابي وهو في الحقيقة إجراء يفقدك السيطرة تماما على ما ستقوم به هذه القنوات عند ما تسحب تراخيصها وتعود إلى البث من الخارج بكل أريحية دون أن يكون لسلطة ولا لنظام ولا لمجتمع إمكانية التأثير عليهم وتوجيههم بعقلانية ومسؤولية.

إن البث التلفزيوني أصبح كبث المواقع الإلكترونية، فمن كل مكان يمكن للمرء أن يستودعكم موقعه الإلكتروني وأن يبث من فوق جبل أو من داخل سيارته أو في الشارع دون أن يعرف المكان الذي يبث منه. فلا معنى للمطالب التى تعالت للتحجير والتقييد أو لسحب تراخيص القنوات الفضائية. فالوسيلة الوحيدة للتعامل معهم هي من خلال مرتنتهم وإخضاعهم للقوانين المعمول بها داخل البلد وذلك لا يتأتى إلا من خلال الترخيص لهم والتعامل معهم كفاعلين وطنيين.

ولكن استغرابي كان أكبر عندما أسديت النصح للرئيس مسعود ولد بلخير بالإعتذار للصحافة، لما أثار ذلك من اشتظاظ غضب بعض الغوغاء الذين لا صفة حزبية لأحد منهم فكالوا التهم والسباب لي.

إن الإعتذار شيمة للأقوياء ولا يقدر عليه إلا من كان على مستوى كبير من الأخلاق والشجاعة والقوة والتواضع؛ وعليه فإنني أكرر طلبي للرئيس مسعود ولد بلخير للإعتذار للصحافة، وأكرر عليه أيضا طلبي بالتواضع إذ أن المرء لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا مهما كبرت عنده نفسه.

إن الصحافة سلاح ذو حدين إذا احسنت التعامل معه وأكرمته كان لك سلاح على خصمك؛ 
أما إذا أسأت للصحافة وأبديت لها الإحتقار فإنها تتحول سلاحا ضدك. فاختر إذا إن كنت من الذين يريدون زيادة اعدائهم أو من الذين يسعون لكسب الصحافة والاستقواء بها لإيصال حجته.

تحياتي لأولي الألباب!

من صفحة الكاتب على الفيس بوك