نحو نضال بيئي وصحي

أربعاء, 2015-05-20 08:39

أسعدني وعيُ المدونين الموريتانيين بالمخاطر البيئية للشركات والعبّارات الرأسمالية التي تمخر عباب المحيط الأطلسي فتُدمِّرَ حياته البيئية، وتردّه إلى تسميته القروسطية الظالمة: بحر الظُّلمات.

وكان من مآخذني على حركة النِّضال الشبابي والوعي التّدويني الموريتاني هو تكاسُلها مع المجال البيئي. ومن المؤسف، وأحياناً المضحك، أن الكثيرين يرفضون النظر إلى مجالهم الصحراوي خارج المحدِّدات الرأسمالية له. ومنذ التقاء المجال الصّحراوي مع المجال الرأسمالي سُخِّرت البيئة والجغرافيا للأخير. فتحوّلت الحواضر والعواصم من عمقِ البلاد إلى السواحل، تحوّلت القبلة إلى شايلوك الغربي؛ وأُدخِلت أشجارٌ غريبة على المجال فساهمت في تصحُّره. فشجرة "اكَرون لمحادة" التي تعتقدها النمطية هوية صحراوية هي شجرة أدخلها أو عمّمها المستعمر؛ وسرعان ما صارت أهمّ هويّة أحيائية في الصّحراء.

ومنذ القرن التاسع عشر أفنت رغباتُ المستعمر والتجارة العابرة للصحراء أسراب النّعام والأسود والفيّلة. وبطبيعة الحال فإن الحياة الأهلية لم تكن لامساسية مع البيئة. وقد كُتب القليل، ولكن المهم، في انعكاس توسع المعقل واللاوبة على الحياة الخضراء في مجالنا. ولكن مع التجارة الأطلسية خُرِّبت ممالك الحياة البرية والبحرية والأهلية والغابوية.

ويُعتبر تسريب المحيط الأطلسي المتحدّثِ عنه هذه الأيام هو الأهم إعلامياً؛ وإن كان لا يفوق كوارث الشركات التنقيبية، التي تستخدم مواد محرّمة دولياً، والتي من من الأرجح أنّها سبب حالات الموات في الماشية في منطقة السّاحل في 2012 وحالات الموت السّريع للعُمّال وتناقص معدّلات أعمارهم.

ومن المهم أن تُواصل الحركة البيئية الغضة فضح السوق وجرائمه وخصوصاً في المواد الغذائية الكارثية والأدوية الفاسدة التي أذاعت السرطانات في الصحة العمة الموريتانية. ومن المهم نشر وعي صحي وتنمية ثقافة الجري والتريُّض والفوائد الصحية للمواد الغذائية الطبيعية والبديلة.

والله لا يقطعُ مددكم.