.. وسيعود إسحاق رغم تخاذلكم ؟

اثنين, 2015-06-08 10:14

في مثل هذا الوقت من السنة الماضية حظيت بالإقامة في فلسطين إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين السير جيم أبو ملحة، وقـد شاءت ظروف مهمتنا هنالك ألا نتحادث حول الزميل اسحاق ولد المخطار قبل قدومنا إلى مدينة الخليل لتكون شاهدة على ما دار بيننا وهي تحت الحصار الإسرائيلي. ولا أحب الاستفاضة أكثر حول ما دار بيننا وَ أَنَا مَا نُوَصَ حَتَ أَعلَ المخطار بيه ال صاحب مبادرة المداح التاريخية وهو أمل زميل محترف ومهني خلوق.

الطريف أنه كانت برفقتنا صحفية أردنية وكنت اعتقد أن مهمتها تقتصر على الحديث حول أمجاد الأسرة الهاشمية بالاردن و دور الاردن في بيت المقدس خاصة .. وعندما لمحتنا مع بعض انتظرت حتى فرغ الحديث فيما بيننا وسألتني  بفضول من يكون صاحب الشعر الأبيض الطويل وهل هو عربي؟؛ فكان ردي عليها هذا السير جيم أبو ملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين FIJ بشحمه ولحمه ...وهو اعلامي هندي قدير كما تعود أصوله الى يهود المغرب الأقصى... فبادرتني : "هاهاها عملوها فينا كمان، هما اليهود ورانا ورانا فين ما رحنا..يا ربي ..يا ربي!!". ونظرت إليه تبرما ثم ولت لتتحدث إلى سواي، ..طبعا هذا الأسلوب وذاك التوصيف لا يعجبني، لكنني كنت أجد فيه بعضا من الحقيقة المرة فاسرائيل لا تعير انتباها للنشطاء الدوليين، حتى لو كانوا من أصول يهودية.

وأنا أتذكر ذلك اللقاء السريع وتلك الواقعة الطريفة وقعت يدي على خبر حول موقف الاستنكار الذي اتخذه الاتحاد الدولي للصحفيين ممثلا في جيم أبو ملحة والذي تمحور حول استمرار اختطاف مواطننا أعاده الله إلى ذويه وصحبه سالما غانما.

 ولدي المزيد من الملاحظات الجوهرية:

أولها : أن الاتحاد الدولي للصحفيين هو هيئة دولية لا حول لها ولا قوة لرئيسها في ممارسة الضغط، وهو أضعف بحيث لا يملك دفترا بعناوين الضالعين في اختطاف فريق سكاي نيوز ولا وجهاتهم..، بل ان تصريحاته التي تناقلها الاعلام الموريتاني  ليست سوى رد مرتجل على انتقاد موريتاني موجه اليه ولم تكن مبادرة من الاتحاد الذي هو في بعض الاحيان اقرب إلى ناد للعلاقات العامة مع عدم جاهزية وانعدام حسن التدبير.

وثانيها: أن السكاي نيوز لا يمكنها التنصل من مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وأنا أهيب بالزميل موسى ولد بهلي من رابطة الصحفيين الموريتانيين الذي حمل مديرها العام مسؤولية "التخلي" عن الشفافية في تسيير الملف فهو الذي فرض الصمت المطبق حوله لمدة تقارب السنتين حيث نقل إلينا عنه تصريح لم يسبقه إليه "بخيل" انجليزي ولا عربي ويدعى فيه أن "الحملات التضامنية" التي هي واجب مهني بحت من شأنها أن تربك الوسطاء وقد تزيد من قيمة الفدى التي تطالب بها الجماعة الإرهابية، دون الكشف عن الجهة المفترض اخاطافها للزميلين ...! فلو أن قناة السكاي نيوز سلمت رأس خيط لبعض أنصار تلك الجماعات هنا في انواكشوط لتمكن أولاد لخيام من سل اسحاق كالشعرة من بين هؤلاء، ولكن للقناة سياستها ولمديرها بخله.

وثالثها: ان الحكومة سعت إلى تقديم مزيد من التطمينات لأسرة الزميل المختطف وللعائلة الإعلامية بصفة عامة، لكننا كمشتغلين في المجال ومتابعين للتجاوزات التي تطال أفراده لا نفهم سلبية الموقف الحكومي حيال متابعة الملف. ونحن في ذلك مدفوعين بموقف الحكومة اللبنانية الذي تنقله القنوات التلفزية في لبنان بشكل متكرر حيث تظهر لنا التحرك الموازي لأسرة سمير الكساب.

رابعا: مساكين هم الصحافة لا بواكي لهم ولا جسم حقوقي يترافع باسمهم ولا عائلة تأويهم من غدر الأطراف المتحاربة.