اين هو الدستور؟ سؤال طالما أيقظني من منامي منذ زمن طويل.
عقلت على رئيس قيل لي انه انقلب على رئيس انقلب على رئيس انقلب على رئيس انقلب على رئيس...
قلت ماسبب كل هذه الانقلابات؟ قيل لي ان الرئيس الاول كان ضيق الحكم وصارما في قراراته ولا يسمح بالتعددية الحزبية وقائد فذ، قد أرسل الجنود والضباط الى ساحات المعارك لاسترجاع جزء من وطننا الغالي وضم المتمردين الى صفوف المواطنين ليكتمل حلم بناء دولة مدنية برؤية تقدمية مشرقة جنبا الى باقي دول العالم المتقدمة.
كان هذا الرئيس واعي وشجاع في قراراته. فشل الجنود ومعهم الضباط في تحقيق الحلم. عادوا الى الوطن خائبين ومهزومين.
انقلبوا! ثم انقلبوا! انقلبوا على رئيسهم بعد ان فشلوا في مهمتهم. خانوا! وأذاعوا البيان. وهو البيان رقم واحد. لم يتغير البيان منذ إذن. دائما رقم واحد الى عهد قريب. قريب جدا. أذاعوا البيان بعد فترة ليست بقصيرة.
هرول الشعب المسكين وصفق للبيان ظنا ان عهد الظلام ولى حيث لا رجعة.
ركد الشعب خلف الانقلابي الجنرال الرئيس القائد رئيس الفقراء وامل الشباب عزيز الأمة الذي شق الطرق وفجر المشاريع في موريتانيا الأعماق موريتانيا الجديدة في ايامات قليلة وحارب الاٍرهاب وحرر الاعلام على مصراعيه وحما الاسلام من ملاحدة جدد، وصار رئيس المشروع الاسلامي وحامي الجمهورية الاسلامية الموريتانية من كل بلية وشر محدق.
لاشئ قبله سوى الانقلابات، لاشئ بعده سوى تغيير الدستور والدمار المحتوم. اين هو الدستور؟ اين هو الرئيس؟ اين هو الجيش؟ اين هو الشعب؟ اين هو الوطن؟ اين هي الدولة؟ اين هي موريتانيا من كل هذا؟
كلوا عيشكم وكسكسكم ولا تنسوا وطنكم ودستوركم!
نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك