.. الرجل العظيم يعمل في صمت ودون جلبة.. يعمل وفي جعبته أفعال العظماء..
وتكبر في عين الصغير صغارها.. وتصغر في عين العظيم العظائم..
قال التاريخ.. وقالت تجارب الأمم إن الفعل أوضح من القول.. وإن الهراء سلاح النائمين على قارعة التاريخ..
وقال الله تعالى:
(وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..).. وليس بعد بيان الله بيان..
الرئيس الشهم محمد ولد عبد العزيز يشرف نهارا على تنظيف العاصمة.. يقترب من المواطنين.. يقول لهم فعلا: أنتم مني.. وأنا منكم..
وكان منهم وكانوا منه.. وذهب المزايدون كما ألغيتَ في الدية الحوارا..
ملأوا الأجواء صياحا ونعيقا بما لا يعرفون.. وحبروا الطروس.. وأرعفوا الأقلام..
وكانت القاعدة: أن الفعل يبقى..
موريتانيا التي عنها يتحدثون في أوهامهم.. وخيالاتهم المريضة.. تقود إفريقيا.. لها كلمتها المسموعة شرقا وغربا.. ولرئيسها اليد الطولى في حلحلة الأزمات حيث كانت..
وكانت من قبل كـ "تيم" يقضى الأمر حين تغيب..
كفرت موريتانيا ـ ولد عبد العزيز بمصطلح المركز والطرف.. وآلت أن تكون مركزا.. لا طرفا؛ فاعلا لا مفعولا به؛ وكان لها ما أرادت..
حارب الرجل دون هوادة الفساد والمفسدين.. المرابين الذين كانوا يقتاتون على دم الشعب.. على عرق الشعب..
لم يقبل أن يترك المال العمومي نهبة للسيئين من المسيرين..
وكانت من أين لك هذا حاضرة..
وفيها اقتداء بالنهج العمري.. وأنعم وأكرم..
سيدور الزمن.. وتقرأ الأجيال صحائف الرجال.. والتاريخ صدى السنين الحاكي..
عندها سيقول الزمن قوله الفصل..
قبل الزمن.. قالت الأرض كلمتها .. وقال من على الأرض كلمتهم..
قالت الأرض: هذا الواقع قد تغير.. ها هي موريتانيا سافرت إلى الغد.
قال من على الأرض: هذا الواقع تغير.. ها هي موريتانيا سافرت إلى الغد.
وبقي المزايدون؛ كما كانوا على الهامش..
وبقيت الأفعال أفعالا.. تمكث في الأرض وتنفع الناس..
والأقوال خيوط دخان يحاول التعلق بها الفاشلون والنائمون على الهامش..
وبقي ولد عبد العزيز الفتى المعد ليوم الطعان.. وطرف يوم النزال.. والفارس الشهم.. الذي قال نعم؛ لما أن نادى الشعب: أين الفارس..