رمضان وشرعنة الاستهلاك !! (تدوينة)

جمعة, 2015-06-19 16:46
الكاتب عالي ولد الدمين

كلّما حلَّ شهرُ رمضان الكريم، وبدأنا التحوّل من وقتٍ علماني إلى وقتٍ ديني بالكامِل، له خصوصيته الدينية الثقافية-الشعبية العميقة. أرى بأمِّ عينيَّ كيف أنَّ البشر من حولي ينخرطون في حملة تديّن طقسانية فاقدة المعنى، تقومُ على عمودين أساسيّن هُما: الفقر الروحي الخطير. والنزوع الشديد إلى الاستهلاك، مع تبريرهِ وشرعنتِه. علماً أن الغالبية الكُبرى على الهامش من الناس لاتجدُ طريقةً تُوِّفر بها رزقها البسيط، خارج وداخل إطار الصيّام. حينذاك، أتذكرُّ كيف أنَّ شيوخنا " الفارغين من الدنيا والآخرة " يعيشون هذا الشهر، ويُمارسون الصيّام. حيثُ كان الحلاج في وقتِ الهجيرة تحت ظلال جدران أبنيّة مكة. وكان شيخنا المعري النباتوي، لايفطِرُ إلا العيديْن، وهما الموصولانِ سلفاً بمنبعِ المعنى المُتدفق نُورانيّة.

إنها حالةٌ عامّة. يعفي فيها الجنرال شُعيرات لحيته ويُوجِّه خِطابه الرسمي للأمة، مُوصياً إيّاها بالتزام النهج الربانيّ القويم، والتآخي والصدق. ويرجعُ فيها وزيره الخيمهلي ولد داود إلى حلقة فقهيات الطهارة بمسجد أمنّا السعودية. في تواقتٍ تّام مع باقة برامج أخرى، حسب الموديل الخليجي البائس، تظهرُ على قنواتنا الجنائزية الطابِع.

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك