
رفض أحد أكثر رجال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ولاء، الحديث عن وجود "صراع أجنحة" في هرم النظام بخصوص مسألة خلافة الرئيس الذي يعاني من شلل نصفي بسبب الإصابة بجلطة في الدماغ. ويحتدم جدل حاد في البلاد حول من هو المؤهل ليكون بديلا للرئيس في حال تم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
لا مشكلة بين بوتفليقة وتوفيق وصالح
وقال عمار غول، رئيس حزب "تجمع أمل الجزائر"، المعروف اختصارا بـ"تاج"، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، اليوم السبت، إنه "يسمع أناسا يقولون إن هناك مشاكل في قمة الدولة، وإن الشخص الفلاني (في السلطة) ضد رئيس الجمهورية، والفلاني يدعم الرئيس. بإمكاني أن أقول لكم بأنه لا يوجد أي مشكل. لا توجد لا معارضة ولا صراع في هرم الدولة". وأضاف: "ثقوا تماما أنه لا يوجد أي مشكل بين رئيس الجمهورية والسيد رئيس أركان الجيش (الفريق أحمد قايد صالح والجنرال توفيق". وتوفيق (اسمه الحقيقي محمد مدين) هو قائد جهاز المخابرات العسكرية النافذ في هيئات ومؤسسات الدولة.
وكان غول، وهو وزير السياحة أيضاً، يرد على سؤال صحافي يتعلق بما يدور في الساحة السياسية عن "حرب أجنحة في النظام"، بخصوص اختيار الشخص الذي يفترض أن يستخلف بوتفليقة، العاجز حسب المعارضة عن أداء مهامه، بينما تقول أحزاب "الموالاة" إن الرئيس "يحكم برأسه وليس بقدميه"، في إشارة إلى أنه يملك قدرات ذهنية عالية حتى لو كان غير قادر على الحركة.
ودافع غول عن المخابرات وقائدها، فقال "عندما نتحدث عن توفيق فنحن نتحدث عن المخابرات العسكرية. هذا الجهاز بذل مجهودا كبيرا حتى يبقى البلد واقفا"، يقصد فترة تسعينيات القرن الماضي والصراع المرير بين الجيش والجماعات الإسلامية المسلحة، والدور الذي لعبته مصالح الأمن العسكري في استعادة السلم.
وتابع زعيم "تاج": "توفيق شخص نزيه ووطني، وتربطني به علاقات شخصية جيدة".
ولا يظهر محمد مدين في العلن أبدا، ولم يسبق له أن أجرى مقابلة مع أية وسيلة إعلامية منذ استلامه رئاسة المخابرات قبل 25 سنة، وهو بالنسبة للكثير من الجزائريين "بعبع"، يفعل ما يشاء في البلاد دون حسيب ولا رقيب.
سعيد لا يطمح لخلافة الرئيس
وفي نفس السياق، رد غول على استفسار صحافيين عن السلطات الواسعة التي توجد بين يدي سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الأصغر وكبير مستشاريه في رئاسة الجمهورية، وما يشاع عن رغبة مفترضة لديه لخلافة شقيقه، إذ قال: "السيد سعيد مستشار بالرئاسة ويؤدي واجبه في هذه المؤسسة. سعيد لم يقل أبدا إنه يريد أن يصبح رئيسا، لم يسبق له أبدا أن قال لنا افعلوا كذا أو كذا حتى استخلف شقيقي".
وأضاف: "أؤكد لكم أنه (سعيد) لم يتدخل أبدا في عملي منذ 1999، لم يفرض علي أي كادر، ولم يتدخل أبدا في مشاريعي، ولم يمس صلاحياتي".
وتمثل سنة 1999 تاريخ وصول بوتفليقة إلى الحكم. والتحق غول بالحكومة في هذا التاريخ، وأمسك عدة وزارات من يومها، وكان حتى 2014 قياديا في الحزب الإسلامي "حركة مجتمع السلم"، وغادره لتأسيس حزب بعدما قرر سحب دعمه من الرئيس والالتحاق بالمعارضة.