AFP: كيف يحدد جنود فرنسا أعداءهم في الساحل؟

ثلاثاء, 2015-06-23 14:28

تعد المشكلة الأكبر للجيش الفرنسي في مالي هي كيفية التعرف على العدو عندما يواجه مجموعات مسلحة فالجهاديون والمتمردون وقطاع الطرق والمهربون في الصحراء يقودون نفس البيك اب، ويرتدون نفس الزي الرسمي، ويلوحون بنفس الأسلحة.

 لقد كان اتفاق السلام الذي وقع يوم 15 مايو في باماكو من قبل الحكومة المالية وحلفائها ينتظر توقيعه من متمردى الطوارق مهما بالنسبة للمجتمع الدولي حتى يعزل الجهاديين في منطقة الشمال التي تحولت منذ عام 2012 في الشمال قاعدة لعملياتهم. في منطقة الساحل تحارب فرنسا ما يطلق عليه اختصارا GAT الجماعات الجهادية المسلحة، وسيكون بإمكانها تمييز الجماعات المسلحة الموقعة للاتفاق GAS عن GAT، لكن يبقى الفرق بينها محدودا.

من السماء، بالمناظير أو حتى أقرب، من الصعب تمييز مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من متمردي الطوارق أو أفراد القبائل من قطاع الطرق والمهربين (السجائر والمخدرات ...) وهو يجوبون هذه المنطقة، فهم جميعا يركبون تويوتا بيك آب، محملة بنفس الحمولة ويضعون نفس العمامة. ضابط فرنسي طلب الاقتصار على اسمه الأول 'لوران' يقول: (عملية) برخان ليست لمحاربة قطاع الطرق لذا فإن التحدي معرفة الشخص الذي تتعامل معه

في البداية عندما كانت الكاميرات ترصد مدفع رشاش على بطارية في الجزء الخلفي من سيارة بيك آب، فذلك مؤشر. لكن بعدما لاحظوا أن طائرات عملية سرفال ترصدهم بدقة، تكيّف الجهاديون مع الوضع، وأصبحوا يتحركون في مجموعات صغيرة على دراجات أو مشيا على الأقدام كما يقول أحد السكان المحليين، الذي سبق له اللجوء إلى موريتانيا.

لقد فهموا أن الفرنسيين لا يستهدفون قطاع الطرق فأزالوا قميص الجهاديين وارتدوا قميص قطّاع الطرق حتى يسلموا من الاستهداف. فالجماعات والعشائر (خصوصا من الطوارق والعرب) بارعون في تغيير الأعلام والانتماءات حسب ميزان القوى. بان كي مون في تقرير الأخير عن المنطقة قال إن العديد من الاشتباكات في شمال مالي هو من أجل السيطرة على الطرق الاستراتيجية للتهريب، ودلّل على ذلك بصور جوية للمنظمة الدولية أظهرت مسلّحين من جماعات مختلفة يرافقون قافلة شاحنات محمّلة بالسجائر.

ومما يزيد من تعقيد الوضع؛ حصول اشتباكات بين الطوارق المؤيدين للحكومة والمتمردين، وهو ما أكد الضابط لوران إن القوات الفرنسية لا تهتم له إلا في حالة وقوع هجوم على قواتها. 

للوقوف على أصل المقال اضغط هنا