قتل الخميس والجمعة خمسة أشخاص بينهم داعية إسلامي ومواطن مصري قبطي في مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، نتيجة أعمال اغتيال متفرقة، بينما نجا آخر من محاولة اغتياله في المدينة التي تشهد انفلاتا أمنيا وأعمال قتل شبه يومية، بحسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية وكالة "فرانس برس".
وقال مصدر أمني إن "مسلحين مجهولين اغتالوا الداعية الإسلامي المعروف الشيخ نبيل ساطي مساء الخميس أمام مسجد قيس بن عمر في منطقة سيدي يونس وسط المدينة بعد إمامته للناس في صلاة العشاء".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "مسلحين ترصدا ساطي عقب خروجه من المسجد وأمطروه بوابل من الرصاص أمام مرأى ومسمع الجميع ولاذوا بالفرار". وأكد مسؤول الإعلام في مستشفى الهواري العام مقتل ساطي بعدة رصاصات في الرأس والجسد.
والشيخ نبيل ساطي من مواليد العام 1977، وكان يشغل صفة رئيس قسم الشؤون الثقافية والدعوية بفرع وزارة الأوقاف الليبية في مدينة بنغازي. وكان خطيبا وإماما ومحفظا للقرآن الكريم في المسجد الذي قتل فيه.
وساطي، الذي يعد من أبرز الدعاة الإسلاميين في الساحة الليبية، كان يقدم العديد من البرامج الدعوية الدينية في عدد من الإذاعات والشاشات الليبية، كما أنه اشتهر خطيبا لساحة الحرية التي شهدت اعتصامات ثورة 17 فبراير 2011 والتي سقط على إثرها نظام القذافي.
وقال المصدر الأمني إن "مهاجمي ساطي اتجهوا بعد فرارهم نحو منطقة حي السلام واغتالوا المواطن حسين فضل العبيدي"، دون أن يحدد تبعيته.
وأشار إلى أن "مسلحين آخرين قتلوا ليل الخميس-الجمعة المواطن أحمد الحسوني أمام بيته في منطقة راس عبيدة وسط المدينة"، دون أن يحدد الجهة التي يعمل بها أيضا.
وتستهدف الاغتيالات شخصيات عامة ورجال قضاء وإعلاميين ورجال دين لكنها تتركز في استهداف رجال الجيش والشرطة حتى وإن كانوا متقاعدين أو خارج الخدمة.
والخميس أيضا قتل في ساعات مبكرة العقيد المتقاعد من الشرطة الليبية، مسعود العبد العريبي، نتيجة استهدافه من قبل مسلحين أمام مزرعته في منطقة أم مبروكة جنوب غرب مدينة بنغازي، وفق المصدر.
في سياق متصل لقي مواطن مصري مسيحي، يدعى عادل اسحاق شعبان، حتفه عندما هاجمه مسلحون مجهولون داخل محل للحياكة يعمل فيه في وسط بنغازي.
وقال شهود إن شعبان كان يعمل حائكا منذ نحو 20 عاما في ليبيا، مرجحين سبب مقتله لاعتناقه المسيحية التي قتل عدد من معتنقيها وخصوصا الأقباط المصريين في أعمال قتل مماثلة في ليبيا.
في السياق ذاته نجا المواطن زهير رمضان بوشويقير من الموت بعد أن انفجرت عبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارته عقب نزوله منها بلحظات لزيارة والده المريض في المستشفى.
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي لوكالة "فرانس برس" إن "حالة إغماء أصابت بوشويقير نتيجة للفزع الذي أصابه من الحادثة".
وتزايدت حدة عمليات الاغتيالات في مدينة بنغازي على مدى الأيام الماضية بعد أن توقفت لأسابيع نتيجة للمعارك بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومجلس شورى ثوار بنغازي المتكون في مجمله من الإسلاميين.