بوتفليقة يستقبل رئيس حركة النهضة التونسية

خميس, 2015-07-02 06:36

استقبل الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، رئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي. وقالت جريدة "الخبر" الجزائرية أن اللقاء تم بحضور وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمضان لعمامرة، ووزير الدولة، مستشار خاص رئيس الجمهورية الجزائري، الطيب بلعيز.

وأكدت مصادر مطلعة في حركة النهضة لـ"العربية.نت" أن اللقاء تم بدعوة من بوتفليقة، وأن الغنوشي سيعود لتونس ليلة الأربعاء - الخميس .

اهتمام مشترك بالأزمة الليبية

وتأتي هذه الزيارة "الخاطفة" في ظرف أمني وسياسي داخلي وإقليمي، تغلب عليه علامات التوتر، بسبب تطورات الوضع في ليبيا والذي له تداعيات مباشرة على الأمن القومي للبلدين، خاصة بعد تمدد إرهاب "داعش"، الذي نفذ عملية "إرهابية - استعراضية"، الجمعة الماضي، في منتجع القنطاوي السياحي بسوسة، إضافة إلى أن أنشطة التنظيم أصبحت تهدد كل من تونس والجزائر، بعد "توطنه" في سرت الليبية.

ويري محللون أن السلطات الجزائرية تعول على العلاقات المتينة للغنوشي مع الجهات الحاكمة في "الغرب الليبي"، وهي بالأساس تنظيم "فجر ليبيا" والجماعات القريبة منه، لإحداث اختراق في الملف الليبي، خصوصاً وأن الجزائر ترفض التدخل الدولي العسكري، وتتمسك بضرورة التوصل لحل سياسي.

وكان آخر لقاء جمع بوتفليقة بالغنوشي بالجزائر في 24 أغسطس 2014 قد ركز على الوضع في المنطقة، حيث صرح حينها الغنوشي بأن "اللقاء كان فرصة للحديث مع الرئيس بوتفليقة حول أوضاع منطقتنا وما تتعرض إليه من تحديات، خاصة تلك المتعلقة بالتدخلات الأجنبية وما لها من انعكاسات على المنطقة كلها".

كما تبادل الرأي واستمع إلى نصائح رئيس الجمهورية حول جملة من القضايا المتعلقة بالأوضاع الراهنة الخاصة في منطقتي المشرق والمغرب العربي، وبليبيا على وجه الخصوص.

كذلك أشار إلى أن "إدانة التدخل الخارجي لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة شكلت نقطة الاتفاق بين الطرفين"، مؤكداً حرصهما على أن يكون حل مشاكل المنطقة قائم على مبدأ التشاور والحوار بين أبنائها.

طمأنة تونسية للجزائر

أما على الصعيد العلاقات السياسية الثنائية بين تونس والجزائر، فإن زيارة الغنوشي تمت بعد تواتر "تسريبات" إعلامية عن وجود "قلق جزائري" من الاتفاقية الأمنية التونسية - الأميركية، التي أبرمت أثناء زيارة الرئيس التونسي، قائد السبسي، الأخيرة لواشنطن.

ولفتت هذه التسريبات إلى وجود "غضب" جزائري من الاتفاق الأمني الذي وقعته تونس مع واشنطن خلال زيارة الرئيس السبسي لأميركا في 21 مايو الماضي، والمتمثل بإعطاء تونس صفة "حليف أساسي خارج حلف شمال الأطلسي".

واعتبر المتابعون للعلاقات بين البلدين أن ما ورد في الإعلام الجزائري يعبر عن "الموقف الرسمي"، الذي اختار الصمت وعدم التعليق على الاتفاقية التونسية – الأميركية. كما أن هناك من ذهب إلى حد القول بأن السفير الجزائري في تونس عاد لبلاده، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه السلطات الجزائرية.

وكان الغنوشي قد التقى السبسي، الثلاثاء 30 يونيو 2015 بقصر قرطاج، قبل يوم من زيارته للجزائر.

ووفقاً لبيان الرئاسة، فإن اللقاء تناول الوضع العام بالبلاد. وأفاد رئيس حركة النهضة، في تصريح إعلامي، إثر المحادثة، أنه عبر لرئيس الجمهورية عن دعم الحركة الكامل لمجهود الدولة وأجهزتها، في مجابهتها للإرهاب، وأن الوضع الحالي يستوجب وحدة الجميع لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

يذكر أن الغنوشي سبق له وأن صرح بأن علاقات تونس مع الجزائر علاقات استراتيجية متينة، وراسخة، وأعمق من أن تتأثر بأي اتفاق تعقده تونس مع أي جهة كانت.

وكان زعيم "النهضة" قد قلل من أهمية الاتفاق المبرم مع واشنطن، معتبراً أنه لا يرتقي إلى اتفاق بقدر ما هو اتفاق أدبي، وإعلان دعم لتونس أمام الأخطار الإرهابية التي تتربص بها، ويدخل في إطار العلاقات العامة لا أكثر، وفق تعبيره.