جدل سياسي في ليبيا حول دور البعثة الأممية بعد تصريحات رئيسها المثيرة

أربعاء, 2014-10-29 23:51
العلم الليبي وشعار الأمم المتحدة

أثارت تصريحات برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلىليبا التي أطلقها أول أمس الثلاثاء في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس، ردود فعل مختلفة وجدلا بين القوى السياسية.

ويقود ليون جهوداً للحوار بين نواب البرلمان الليبي المجتمعين في مدينة طبرق (شرق)، ونواب آخرين مقاطعين لتلك الجلسات، في محاولة لحل الأزمة السياسية والأمنية في البلاد، والتي كان أول تلك المحاولات هي جولة الحوار التي عقدت في 29 أيلول / سبتمبر الماضي في مدينة غدامس الليبية فيما جرت في 12 تشرين الأول / اكتوبر الجاري جولة ثانية في العاصمة طرابلس.

و أول أمس الثلاثاء، أعرب ليون عن استياء البعثة من عدم الإستجابة لنداءاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، وأن ليبيا قريبة من نقطة اللاعودة، ولكنه أكد أنه عازم على السعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لعقد جلسة حوارية ثانية.

من جانبه، اتهم النائب عبد الرحمن السويحلي أحد النواب المقاطعين لجلسات مجلس النواب الليبي (البرلمان) في طبرق على صفحته بموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، المبعوث الأممي بالإنحياز الكامل لنواب في طبرق .

وقال إن «ليون يبرر أفعال اللواء خليفة حفتر في طبرق وأفعال كتائب الزنتان في القلعة وككلة وفي ذات الوقت يطالب ثوار فجر ليبيا بوقف القتال وهم يدافعون عن مدنهم ولم يغادروها».

وأضاف «لماذا لم يزر ليون الزنتان ومعسكرات حفتر واكتفى بزيارة ككلة وغريان هل ليطلب منهم عدم القتال دفاعا عن بيوتهم ؟» فيما قال ناجي منصور الدبلوماسي الليبي السابق ل «الأناضول» إن جهود ليون غير واضحة».

وأضاف إن «ليون يتحدث عن وقف فوري للإقتتال في حين أن جلسات الحوار تجمع النواب، فما علاقة النواب ؟ فهو يشير الى علاقة النواب المشاركين والمقاطعين بأمراء الحرب». ومضى قائلا إنه «زاد من قتامة عمله (ليون) مطالبته بالأمس بأن يكون الحرب على الإرهاب من خلال الدولة وهو بكل تأكيد يشير لدولة البرلمان وحكومته التي أعلنت رعايتها رسميا لحرب حفتر على ما أسماه بالإرهاب واعتبرت في ذات الوقت «فجر ليبيا» (ميليشيات مسلحة إسلامية) وثوارها ارهابيين».

وأضاف أن «الدور الأممي ما هو إلا فقاعة إعلامية لإيهام الرأي العام أن الأمم المتحدة تقوم بدور في ليبيا».

من جانب آخر، لا يزال فتحي باشاغا النائب المقاطع يرأس مجموعة من النواب المقاطعين شكلوا كتلة عرفت باسم كتلة الثوابت الوطنية يدعم مسار الحوار الأممي، وبحسب تصريحات ليون فإن كتلة الثوابت حملته رسالة للنواب المجتمعين في طبرق تتضمن مطالبهم وشروط جديدة للحوار وقال ليون إن لجنة التواصل بالبرلمان تفاعلت معها وتلقتها بالإيجاب دون أن يفيد بتفاصيل أخرى.

وفي وقت أقر فيه المتحدث باسم النواب المقاطعين نعيم الغرياني برفض بعض النواب للحوار الأممي، إلا أنه أكد ل «الاناضول» قبول القسم الأكبر منهم للحوار وتحفظهم على بعض النقاط الواردة في مبادرة ليون .

وقال إنه «رغم تعقد الموقف بسبب دعوة حكومة الثني المنبثقة عن مجلس النواب لاجتياح طرابلس إلا أننا لازلنا متمسكين بمبدأ الحوار برعاية الأمم المتحدة ونعتبر قرارات البرلمان التي وصفت الثوار بالإرهابيين وانحازت لطرف مسلح أكبر معوق للحوار».

وأضاف «في تصريحات ليون بالأمس بوادر جيدة فقد شملت دعوته لوقف إطلاق النار المسلحين التابعين لحفتر وهو ما لم يكن في أحاديثه السابقة».

واهتمت عدد من الصحف وصفحات التواصل الإجتماعي امس بتصريحات المبعوث الأممي التي وصفت بــ»المختلفة تماما» من قبل عدد من المتابعين .

وأعلن ليون، الثلاثاء، أنه أجرى في ليبيا، مشاروات تتعلق بالتحضيرات من أجل عقد جولة ثانية من الحوار الوطني بين الفرقاء الليبيين.

وفي بيان له، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، إنه اجتمع في مدينة طبرق بشرق ليبيا، مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح قويدر، لإطلاعه على المشاورات المتعلقة بالتحضيرات الجارية من أجل عقد الجولة الثانية من الحوار. وجاء الحوار الذي تقوده بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ويحظى بتأييد دولي واسع على خلفية مقاطعة بعض من أعضاء البرلمان الليبي لجلسات البرلمان التي تعقد في مدينة طبرق الليبية والتي افتتحت في 4 آب / اغسطس الماضي بدلا من بنغازي، المقر الرئيسي للبرلمان، بسبب موجه العنف التي تشهدها الأخيرة والإشتباكات المسلحة بها وهو الأمر الذي أفرز أزمة سياسية كبيرة في البلاد.

وكان رئيس المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان السابق) قد دعا في وقت سابق لعقد جلسة في طرابلس في التاريخ ذاته لأداء مراسم التسليم والإستلام بين المؤتمر ومجلس النواب الجديد وهو الأمر الذي عارضة النواب الجدد، ساعين في عقد جلسة طارئة في مدينة طبرق، قائلين إن العدد بلغ 158 نائبا، وهو الفيصل في شرعية عقد الجلسة في أي مكان في ليبيا.

وعارض أعضاء آخرون من مجلس النواب الجديد هذه الخطوة رافضين الذهاب للإجتماع وتسلم السلطة في مدينة طبرق بدل من طرابلس كونها مؤيده بشده للعملية العسكرية التي يقودها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد كتائب الثوار الإسلامية وتنظيم أنصار الشريعة بحسب تصريحات سابقة للنواب المقاطعين.