اللحمة الوطنية ووضع لحراطين بموريتانيا

اثنين, 2015-07-13 20:45
عبد الرحمن ودادي

في سوريا التي اعرف جيدا كان الكلام عن الطائفية الجرم الأكبر و الخطيئة التي لا تغتفر.....

مجرد التلميح كفيل بأن يجعلك تتحول الى صهيوني و عميل للإمبريالية و الإستعمار بل و ان تختفي من الوجود و حتى حيازة الكتب التي تتحدث عن الاختلال الطائفي كان من الممكن ان توصل حاملها الى باطن الأرض.

في النهاية انفجر الوضع و الحقيقة ان السبب الرئيسي الخلل الطائفي بالدرجة الأولى 10 في المائة تملك رقاب البقية و تعتبر مجرد التفكير في تغيير الأمر جريمة تستحق قطع الرؤوس.

السنة سيبيدون العلوين لا محال ـ إن لم يحدث تدخل دولي ـ هذا ما يعرفه الجميع .

جبن المثقفين و تواريهم خلف شعارات الوحدة الوطنية الزائفة اقنع العلويين ان حكمهم هو الطبيعي و ان من يريد أي قدر من العدالة مخرب و عميل ، لكنه في الوقت ذاته لم يقنع الأغلبية المسحوقة و لم يهدأ من احساسها بالغبن الى ان وصل الامر للانفجار.

استطيع بسهولة ان اتكلم عن اللحمة الوطنية و الحب بين مكونات الشعب الموريتاني و العدالة الرائعة و التاريخ المشترك و الماضي المشرف..... سيرضى الكثيرون و لكنني سأحتقر نفسي......

البعض يستكنر الحديث عن مظلومية الحراطين و يتحدث عن مظلوية الكثير من الشرائح و الطبقات و هذا صحيح و لكن مظلوية فئة لا تنفي الغبن عن الأخرى .

الفرق يكمن في الدرجة ..تماما مثل الصداع و السل و الأيدز ... كلها امراض و لكن الفرق بينها كبير و خطير و ليس الحديث عن الإيدز نفي لمعاناة اصحاب السل و لا نكران لآلام الشقيقة المبرحة .

وضع لحراطين مخجل و مأساوي و سيقود البلد لفتنة ان لم نسارع بالبحث عن الحلول و اول الحلول ان نقول الحقيقة الواضحة للعيان و ان نحاول الإحساس بأخوتنا في الوطن ....

نقلا عن صفحة الكاتب