![عبد الرحمن ودادي](https://essahraa.net/archive_2/sites/files/%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A_0.jpg)
في سوريا التي اعرف جيدا كان الكلام عن الطائفية الجرم الأكبر و الخطيئة التي لا تغتفر.....
مجرد التلميح كفيل بأن يجعلك تتحول الى صهيوني و عميل للإمبريالية و الإستعمار بل و ان تختفي من الوجود و حتى حيازة الكتب التي تتحدث عن الاختلال الطائفي كان من الممكن ان توصل حاملها الى باطن الأرض.
في النهاية انفجر الوضع و الحقيقة ان السبب الرئيسي الخلل الطائفي بالدرجة الأولى 10 في المائة تملك رقاب البقية و تعتبر مجرد التفكير في تغيير الأمر جريمة تستحق قطع الرؤوس.
السنة سيبيدون العلوين لا محال ـ إن لم يحدث تدخل دولي ـ هذا ما يعرفه الجميع .
جبن المثقفين و تواريهم خلف شعارات الوحدة الوطنية الزائفة اقنع العلويين ان حكمهم هو الطبيعي و ان من يريد أي قدر من العدالة مخرب و عميل ، لكنه في الوقت ذاته لم يقنع الأغلبية المسحوقة و لم يهدأ من احساسها بالغبن الى ان وصل الامر للانفجار.
استطيع بسهولة ان اتكلم عن اللحمة الوطنية و الحب بين مكونات الشعب الموريتاني و العدالة الرائعة و التاريخ المشترك و الماضي المشرف..... سيرضى الكثيرون و لكنني سأحتقر نفسي......
البعض يستكنر الحديث عن مظلومية الحراطين و يتحدث عن مظلوية الكثير من الشرائح و الطبقات و هذا صحيح و لكن مظلوية فئة لا تنفي الغبن عن الأخرى .
الفرق يكمن في الدرجة ..تماما مثل الصداع و السل و الأيدز ... كلها امراض و لكن الفرق بينها كبير و خطير و ليس الحديث عن الإيدز نفي لمعاناة اصحاب السل و لا نكران لآلام الشقيقة المبرحة .
وضع لحراطين مخجل و مأساوي و سيقود البلد لفتنة ان لم نسارع بالبحث عن الحلول و اول الحلول ان نقول الحقيقة الواضحة للعيان و ان نحاول الإحساس بأخوتنا في الوطن ....
نقلا عن صفحة الكاتب