موسف أن الشباب النشط في السياسة والتدوين والشأن العام عموما، لا يتفق على مبادئ عريضة يرفض المساس بها، وهذا الشباب موزع بين موقعي الموالاة والمعارضة، وفي إطار كل خندق يتوزع الشباب أيضا بين تيارات وخلفيات فكرية مختلفة، وتكون أولويات كل تيار وكل خلفية هي الاولوية الأولى في التدوين والاهتمام لدى منتسبيه والمتعاطفين معه، مهما كانت ثانوية أو يمكن تأجيلها، أو أقل أهمية من غيرها .. وتكون النتيجة أنه في حالة مصادرة حريات الناس بسبب وقفات سلمية، أو ظلم آخرين بالسجن، لا تجد من يهتم بهم غير المنتمين لخندقهم أو من تربطهم بهم صلة زمالة أو معرفة مباشرة، أو جهة أو قبيلة، وهذا ليس دليلا على النضج ولا على المبدئية.
إنني أتذكر جيدا اعتقال رئيس منظمة شباب تواصل، وقبله صاحب التكتل، وكيف كان التعاطي مع كل منهما، بين التعبير الخجل، وعدم الاكتراث، بل والتبرير لدى البعض، والآن أتابع ما يحصل مع شباب 25 فبراير، وعدم اكتراث كثيرين به، وكأن الاعتقال أصبح أمرا عاديا، ولا يحتاج حتى تعبير عبار في فضاء مريح للتعبير بأي أسلوب يوافق المعبر!
أظن أن اختلاف المواقف والمواقع لا ينبغي أن يكون سببا في السكوت على مصادرة الحريات مهما اختلفنا مع المعنيين، ولا مهما كان الاختلاف في تقدير أهمية العمل الذي اعتقلوا من أجله، والا فإنه في كل مرة سيأتي الدور على آخرين، هذا مع سلبية الرسالة التي نرسل والتي تفيد أننا نتحرك زبونية أو تسجيلا لنقاط أكثر من تحركنا في إطار مبادئ عامة وواضحة، نتفق عليها جميعا، وأهمها الحرية والعدل.
نقلا عن صفحة الكاتب