صباح الخير.
اسمحولي لي أن أدلي برأيي في قضية المحظرة الموريتانية، وما أثير حولها من نقاش. ولكي أكون حياديا " كالأمين العام للأمم المتحدة" كما يقول نزار قباني.
هنا سأضع الدين والعقيدة وتأثير الأهل والمحيط... جنبا وسأتحدث إليكم بمنطق العقل وبما أراه صوابا في هذه القضية.
في مسار حياتي مررت بالمحظرة الموريتانية كغيري كثر، ودرست ما شاء الله لي من قرآن و أمور دينية أعتقد بأنها إن لم تنفعني فلن تضرني.
وفي مرحلة دراسية قادني الفضول وحب المصطلحات الأدبية والفكرية إلى دراسة الفلسفة و الدين المسيحي... وخرجت بالنتيجة التالية:
كل المسلمين سنة وشيعة متفقون على كتاب واحد لا تحريف فيه ويعتقدون بأنه محفوظ إلى يوم الدين، وهذا القرآن يقول: " طه ما انزلنا عليك الذكر لتشقى". وهذا تماما ما علموه لنا ونحن صبية في المحظرة، لأن الله من المستحيل أن يبعث نبي الرحمة كي يجعل حياة أهل الأرض جحيما وتقتيلا وتهجيرا...
أما ما درسته عن الدين المسيحي فيبين أن لهم 4 أناجيل يعترفون بها. وهذه الأناجيل نزل مصدرها الموحد (كتاب الانجيل) باللغة العبيرية وقد ترجمه رجال دين (حاخامات) من اليهود لتستفيد منه الكنيسة (الكاثوليكية والبروتستانتية) لاحقا. وهذه الترجمة خضعت لمزاج هؤلاء الحاخامات وهو ما عرضتها للتيه والتناقض لاحقا (ويمكنكم اصدقائي وللتأكد من ذلك مشاهدة بعض الفيديوهات على اليوتيب لإفحامات وكتبت المرحوم الرائع أحمد ديدان).
ما أريد أن أصل إليه هو أن المحظرة الموريتانية برأيي المتواضع، هي وعاء معرفي ديني وأدبي. وكل مشايخها متفقون على تقديم نفس القرآن والسنة... فخذواهما منهم وتزودوا بالمتون... وما لم يعجبكم من معتقدات بعضهم (طريقه أو جماعته) فاتركوه ضمن الكثير من الأشياء المعرفية التي نمر عليها دون توقف.
المحظرة هي جامعة الصحراء التي أنجبت لنا ما لا يسع المجال لحصره من الأسماء لمشايخ وعلماء... وبالمناسبة فقد كنت في مرحلة عمرية قد قررت القيام ببحث محصور ضيق حول علماء القبيلة التي انتمي إليها: أسماءهم، تاريخ ومكان ولادة ووفاة بعضهم ومكان دفنهم... هذا البحث أخذ مني سنتين حصت خلالها 474 اسم. وعندما حان موعد الحصاد أخذت البحث لأعرضه على خالي العزيز كابر هاشم لكي أحصل على مساعدة النشر من قبل "رابطة الكتاب والأدباء الموريتانيين" والتي كان هو رئيسا لها.
غير أنني أصبت بالاحباط بعد جلوسي معه وقراءتي للبحث أمامه، حيث ذكر لي عدد كبير من علماء القبيلة لم يرد ذكرهم في البحث ونصحني بترك البحث لأنه لا يحوي كل علماء موريتانيا وهذه عنصرية لا تليق.
لقد ذكرت هذه الحادثة كي تأخذوا فكرة عن العدد الكبير من الموريتانيين الذين مروا بالمحظرة الموريتانية، ولو أن المحظرة تدعوا للإرهاب لكنا جميعا ضمن عدد الوفايات.
المحظرة هي ككل الأشياء الجميلة التي مرت في حياتنا وأسست لفتح الأندلس وحقنت الكثير والكثير من الدماء، فكم من حرب دقت طبولها في بلادنا وتم التراجع عنها بفضل شيوخ المحاظر¿
ولكني هنا لا يمكنني المقارنة بين الشيخ المحظري العابد والسياسي.
الانترنت مفيد لمن يريد الاستفادة، لكنه يحمل مواقع خبيثة لعبدة الجنس والشيطان والدجل... وكذلك المحظرة فيها الخير الكثير وبعض الأخطاء، لكن خيرها أفضل من شرها.، وتحتاج إلى تأهيل وتوحيد للمناهج.
آسف على الاطالة.
نقلا عن صفحة الكاتب