Jeune Afrique: الدستور والانتخابات: الشعب، أي شعب

سبت, 2015-08-01 10:29

تثير "الزاوية الواسعة" المكرسة لعمر وطول مدة رؤساء الدول الأفريقية عددا من الأسئلة المتعلقة بالاستحقاق وممارسة السلطة.

إلى أي سن يكون من المعقول أن يتحكم شخص ما في مصير أمة؟ وكم يحق له من مدة رئاسية؟ وإلى متى؟ بعد كم من الوقت سوف يتنحى؟ باختصار، ما هي القواعد التي يجب أن ننحى عليها قادتنا؟ نقاش واسع - وخاصة في أفريقيا - تخلط السياسة والديمقراطية والقانون، والشرعية، والأخلاق والعقل والمنطق.

لازمة قديمة في القارة: الشعب هو من اختار، يرد المعنيون. فبإلقاء نظرة على الأخبار نجد أنه في رواندا يصوت البرلمان للتصويت علنا ​​لصالح استمرار بول كاغامي بعد ولاياته الدستورية في عام 2017. و"الشعب" وقّع على عريضة تحث رئيس الدولة على الاستمرار، كما هي الحال في الكونغو، حيث "الشعب" كان في حوار وطني  حول مستقبل مؤسسات الدولة والمضمون الحقيقي هو إمكانية إعادة ترشح دينيس ساسو نغيسو في عام 2016، في حين أن القانون الأساسي لبلاده، في الوقت الراهن يمنع عليه ذلك. كما هي الحال في بوروندي، حيث الرئيس بيير نكورونزيزا، الذي يكلف نفسه عناء الاحتيال على الإطلاق: بل اعتمد على تفسير شخصي للدستور.

في غرب أفريقيا، نجد أن محكمة العدل التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تبطل قانون انتخابات بوركينا فاسو، الذي يحظر على حلفاء وأنصار بليز كومباوري ترشيح أنفسهم للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. قرار منطقي، ولكنه سيثير صيحات الغضب بين الثوار. "الشعب" الذي أطاح بكاومباوري لا يريد أن يرى أولئك الذين يدعون لعودته مرة أخرى. 

منذ الاستقلال، والسياسيون يفرطون في استغلال الشعب. يتحدث الجميع بدلا منه: القادة والمعارضون. الشعب ينظر إليه كما لو كانت كيانا متجانسا على قلب رجل واحد، يستدعي كلما كان هناك مسعى للحفاظ أو الاستيلاء على السلطة. لكنه، في أفريقيا من من الصعب أن تعرف في م يفكر المواطنين، فلا وجود لاستطلاعات الرأي، على سبيل المثال.

العواصم، المتمردة غالبا، يعبر الناس عن سخطهم ويحتجون ضد الرئيس في السلطة؟ لكن هذا لا يعني أن بقية البلاد، ولا سيما في المناطق الريفية، تسير في نفس الخط، بل على العكس، فإن هؤلاء يقدمون دعم مفتوحا ومدبرا بشكل عام.

المفتاح الحقيقي للديمقراطية في أفريقيا لا تكمن حقا في القواعد الدستورية، أو المعنوية، أو غير ذلك، ولكن في القدرة على معرفة ما يريده الناس حقا واحترام إرادتهم. وهناك طريقة واحدة فقط للقيام بذلك: تنظيم انتخابات حرة وشفافة، وهي نادرة جدا في بلادنا. ثم، وبعد ذلك فقط، سوف يكون الشعب هو السيد، وهو من عليه أن يختار. 

لمطالعة المقال من مصدره اضغط هنا