عزيز وكيتا

سبت, 2014-09-20 17:43
 أبو العباس إبرهام

الجنرال عزيز ذهب إلى واشنطن منذ شهر ويزيد. حسناً، رحلته كانت رحلة "همام في أمستردام". تمسّح على موائد اللئام. بدا بروتوكوله كنعجة في ميدان المعركة. انهارت دفاعاته التشريفية أمام نظام أكثر تعقيداً؛ وبدا كأنه أمير بدوي في أروقة الاستعمار.

لم يتم حتى الاعتراف بأهميته كحارس ثغور ولم يعد باجتماع ثنائي واحد مع شخص مهم. وعندما تعتع بأن الأمن يريد دعماً أعطوه عشرة ملايين دولار. أخذ أعطيته وانصرف.

فقط عشرة ملايين دولار! أتعرفون كم أتى به ابراهيما كيتا هذا الأسبوع من الصين؟ عشرة بلايين دولار. كيتا ليس نداً لك. كيتا كان باحثاً وهو يعرف كيفية إعداد الملفات. كيتا يعمل على المدى البعيد. فتح خطاً حاراً مع الصين. وضربوا له موعداً في سبتمبر. وكانت عنده أشهر للتحضير. بدأ العمل مع لجان اقتصاد وطنية؛ وليس في اللحظة الأخيرة، وفقط على خربشة مقال مع مدير تشريفات ركيك اللغة.

كيتا يزيد على التصور الاقتصادي الموريتاني بأن استثماراته استثمارات عامة وليس باحثاً عن امتيازات رجال أعماله. معظم استثماراته الصينية ستكون في بناء السكك الحديدية لربط باماكو وكوناكري وبناء الوحدات السكنية والقرض الزراعي واستغلال المساحة القابلة للزراعة إضافة إلى زيادة المنح الطلابية. وتحديداً استثماراته ليست أمنية أو تتعلق بتغيير الهوية الجيوسياسية للبلد.

في موريتانيا يوجد نظام غير متعلم؛ وفوق كل ذلك هو تكتل علاقات زبونية. وعندما أتى هذا النظام بالوليد بن طلال ليستثمر، وتشجع بن طلال لتحويل موريتانيا إلى عروس للمحيط الأطلسي فإن الأسر التجارية الكبيرة، الصديقة للنظام، قدمت فيتو، وتمّ شفط استثمارات بن طلال، لأنه ينافس شهبندر التجار. عائداته السياحية متناقصة واستثماراته لا تأتي غلا مقابل مشروطية. عشرة ملايين دولار مقابل إعادة انتشار الجيش أكثر منه.

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك