المرأة الموريتانية..الاستثناء المميز

سبت, 2014-09-20 17:45
مريم بنت أمود

المرأة الموريتانية استثناء في محيطها الدولي والإقليمي تربت في وسط رغم ميوله المحافظة في تفضيل المواليد من الذكور إلا أن وجود البنت في الأسرة يجعلها مصدر اهتمام ورعاية وعطف وحماية، فهي مركزية الأسرة والمسؤولة بالدرجة الأولى عن كل شؤون البيت والأسرة

إلى أن تتزوج فتتسلم زمام مملكتها الصغيرة تحكمها حسب ما يحلو لها والزوج عون لها لا عليها ينفق عليها مما ملكت يمينه ويخول لها كامل الحرية في التصرف في البيت في حضوره أو غيابه.

والمجتمع حريص على حمايتها فهي لا تكلف إلا بمهام الظل من طبخ أو إنشاء حصير أو خيام إلى غير ذلك من المهام التي تجتمع نساء الحي لإنجازها في جو مرح وفق عملية أطلق عليها (اتويزه) يكون أول قادم من الرجال هو الأب الذي يتولي الإنفاق على النسوة حتى ينجزن عملهن، في هذا الجو الحاضن الأول للمرأة تكونت شخصيتها قوية، ومدللة، ومطاعة، تلقت تعليمها المحظري وقامت بدورها في تعليم الأبناء حروف التهجي والقرآن.

لتبدأ بعد ذلك مرحلة التعليم الذاتي في المدارس والجامعات والمعاهد لتحصل على أعلى الشهادات وتمتهن مختلف التخصصات من معلمة وأستاذة وطبيبة وصحفية وإدارية إلى أن وصلت إلى مراكز صنع القرار مديرة ووزيرة ورئيسة حزب ومنتخبة في البرلمان ممثلة لمواطنيها وسفيرة لبلدها.

مثقفة واعية لمشاكل بلدها وتطلعات شعبها نحو غد أفضل مندمجة في كل التشكيلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية مناصرة لقضايا المرأة ومعمقة للفهم الصحيح حول المشاركة السياسية للمرأة انطلاقا من كونها ضرورة نظرا لحضور النساء في مختلف أنحاء العالم في الشأن العام لبلدانهن ونظرا لما تمثله المرأة الموريتانية من حيث الحجم 52% من مجمل السكان إضافة إلى مشروعية تطلعها في المشاركة في بناء الوطن انطلاقا من المكانة الكبيرة والاستثناء الذي تمتلكه في وسطها الاجتماعي تقديرا واحتراما وتثمينا.

اليوم أصبح حضور المرأة في صنع القرار منافسا بحق ويذكر فيشكر فقد بدأ السيد محمد ولد عبد العزيز مأموريته الثانية بحضور قوي للنساء، سبع وزيرات وسبع أمينات عامات للوزارات ومستشارات ولن يتوقف العدد عند هذا الحد فالرجل عبر عن دعمه للمرأة وأكد على ضرورة مشاركتها ووعد بإشراكها في التسيير وقد فعل.

لكن المرأة يجب أن لا تكون عدوة لنفسها كما يقال في بعض المجتمعات العربية عليها أن تمارس مهنتها بكل مسؤولية وأن تعرف أنها بالونة اختبار إن نجحت في مهمتها سيكون المجال مفتوحا أمام مشاركة أكبر للنساء وإن فشلت سيكون فشل لكل النساء ويجب أن لا تنسى أن هناك من هن أفضل منها بذلا وعطاءً وثقافة وتجربة إلا أنهن لم يأخذن مكانهن بعد في سلم المسؤوليات الإدارية لكنهن وجدن أنفسهن من خلال وضع الثقة في هذا العدد الكبير من النساء وولوجهن إلى مراكز صنع القرار في سابقة هي الأولي في موريتانيا.

وعموما فالرئيس يثق في قدرة المرأة والشعب يقدرها ويراهن على نجاحها لأنها تخرجت من مدرسة المجتمع الموريتاني الذي أعطاها الريادة وسلمها قيادة الأسرة وزودها بتعاليم دينها وتقاليد مجتمعها فكانت عند حسن ظنه.

ما أرجوه اليوم أن تبرهن المرأة الوزيرة والأمينة العامة والمستشارة والمديرة أنها أهل للثقة وأن الوطن فوق كل اعتبار وأنها رائدة سيقتفي أثرها مثيلاتها فيجب أن تكون نموذجا يقتدى به وأن لا تكون تجربة فاشلة تذكر بمرارة وأن تعرف أن المرأة الديكور انتهت صلاحيتها مع تفعيل المشاركة الفعلية للمرأة في بناء الوطن.