الأستاذ ولد اكليب: بين الاستبداد والحروب الأهلية

ثلاثاء, 2015-08-11 12:18
أستاذ الفلسفة المصطفى ولد اكليب

أنا أكره الاستبداد.
لان الشعوب في نظري تستحق ان تعيش حياة كريمة ولذلك ينبغي ان تختار حكامها اختيارا حرا لاشبهة فيه ولكن بقدر كراهيتي للاستبداد اكره الحروب الاهلية وحرب الكل ضد الكل لانها تدمر الكيان وتمحو الوجود :
كتبت في السابق ضد المستبدين العرب وكان ذلك بتاريخ 4| 1|2004 | اقول:
تبا لشعوب تؤله اصناما من ورق.
تبا لشعوب يحتل المشعوذون والمنافقون والعاجزون عن الفعل مكانة الصدارة فيها.
تبالشعوب تؤله اصناما من ورق صنعتها بايديها.
تبا لشعوب لا تستطيع النظر في المرآة خوفا من أن ترى جبنها وعجزها وظلم جلا ديها.
وعدنا الحكام بالتنمية الشاملة وبالعدالة الاجتماعية فاصبحنا اكثر فقرا وتخلفا.
وعدونا بالوحدة من المحيط إلى الخليج فاصبحنا اكثر تشتتا وتباعدا مما كنا عليه.
وعدونا بحرية الوطن والمواطن فاصبحنا مطاردين نخاف من ظلالنا .
تحاصرنا الاوهام والظنون.
كل عام وامتي تتردى في دركات السقوط تأخذ من هزائم يومها لغدها وتبكي امسها الحزين مستباحة الحمى تحمل اوزار حكامها وتدفع ثمن مغامرات لم تكن طرفا فيها.
كل عام وابرهة الامريكي يجتاح بجيوشه الصليبية وفيلته الصهيونية بلاد العرب والمسلمين من كل اتجاه .
وارباب الارض حماة العرض يستقبلونه بالرياحين والورود وبرقصات اتانبو.
ورغم مأساوية ظروف الامة وانحطاط واقعها وافول نجمها وغروب شمسها فلايزال الحكام يدعون أن الامور بخير وأنهم أقاموا نهضة وبنوا امجادا .
ولاتزال تماثيلهم وصورهم المكبرة تقف بكل "إباء وشموخ" تتحدى الزمن وإرادة التغيير شاهدة على عجز الشعوب وجبن النخب وتمسكها بالمصالح والمنافع.
ولا تزال وسائل الاعلام الرسمية ترددأهازيج النصر وتسبح بحمد الحاكم فكل حاكم عربي أو مسلم هو قائد ملهم فريد عصره وحيد دهره له نظر ثاقب وذكاء وقاد يرى مالايراه الآخرون .
كل حاكم عربي أو مسلم نعمة من نعم الله أهداها لخلقه وإياك أن تبدل العين قافا.........وعلى هذا النحو تستمر الخاطرة .
ولكن بعد أن سالت الدماء انهارا في وطننا العربي بدأت أتساءل ألا يوجد خيار ثالث بين الاستبداد والفوضى العارمة أيهما افضل الاستبداد مع الظلم أم الحرية مع التدمير الشامل؟

نقلا عن صفحة الكاتب