تداولت عدد المواقع والصحف أخبارا على جانب من الأهمية وتتعلق بتأسيس السيدة الأولى الحالية لهيئة جديدة أطلقت عليها هيئة الرحمة والتي بدأت بالفعل بتزويد وزارة الصحة بالمعدات الطبية. رئيسها (أو المدير التنفيذي، لا ندرى حتى الآن)، ليس سوى نجل الزوجين الرئاسيين، وقد التقى حتى ممثلي العائدين من السنغال. سياسة الخطوات الصغيرة التي لم تكشف بعد عن جميع أسرارها. لماذا الإعلان عن الهيئة في هذا الوقت بالذات؟ ما هي الأهداف وراءها؟ ومن ما سيتم تمويلها؟ أموال السنوسي؟ أو أموال شركة وارتسيلا؟ أو من عائدات القطع الأرضية في نواكشوط؟ أو من "هدايا" رجال الأعمال والمصرفيين الذي سيجبرون على وضع أيديهم في جيوبهم؟ لا ندرى حتى الآن. تمويل الهيئة الرئاسية هو واحد من أكثر أسرار الجمهورية كتمانا. ذلك لأنهم غالبا ما تكون دوافعهم غير إنسانية. دوافع خفية (أو مخجلة) ما زالوا يخبئونها. تحت ستار دعم الفقراء والمحتاجين؛ يجنى المال من وراءها بالإضافة إلى الأغراض السياسية وغيرها.
لقد كانت الهيئة التي أسستها زوجة سلفه من بين المآخذ العديدة التي أخذها ولد عبد العزيز عليه. أكثر من ذلك فإن 'ختو' زوجة ولد الشيخ عبد الله تم اقتيادها بالقوة لتمثل أمام لجنة من مجلس الشيوخ، لتوضيع مصادر تمويل الهيئة. وقد تم الحديث حينها على التلفزيون الوطني عن تخصيص قطعة أرضية في نواكشوط لصالح الهيئة المذكورة. يبدو أن قائد تصحيح 2008 يعتقدو أننا جميعا قصيري الذاكرة لننسى المآسي التي تعرضت لها "ختو"، فمن قتل بالسيف سيموت به. فما الذي استفادت منه زوجة ولد عبد العزيز لكي تطلق هيئتها الجديدة؟ نفس القضية ونفس التأثير.
الفرق ربما يكمن في اختلاف البيئة. "هيئة صغير" في بحر من الفساد، لا يقتصر الأمر على منح زوجة الرئيس قطعة أرضية علنا. هذا أقل بكثير من المحسوبية والمحاباة والقبلية التي تقوض الآن أسس الدولة. دعونا نتحدث عن الأماكن العامة والمدارس التي تباع بصفقات تراض، والتراخيص مصرفية الموزعة بشكل عشوائي، وانتهاك القوانين المالية وبيع العملات الصعبة بالخسارة، والتعيينات غير المستحقة، واللامبالاة والارتجال في العمل الحكومي... "هيئة" في حين أن في الأسس التي تقوم عليها الأمة تمت زعزعتها. وربما كان السؤال الوحيد المنطقة هو كم من الوقت تبقى لها واقفة على قدميها.
لمطالعة أصل الافتتاحية اضغط هنا