مسيرة باتجاه السفارة الألمانية بانواكشوط

أربعاء, 2015-09-02 11:49

أعلن الحزب الموريتاني للواقع الملموس "قوس قزح" عن تنظيم مسيرة مساندة للمواطن الموريتاني عبد الرحمن ولد أحمد والذي يوصف بكونه الناجي الوحيد من ما يطلق عليه "مجزرة إنال".

الحزب الذي يرأسه باه ألاسان حمادي الملقب "بالاس" دعا كل سكّان نواكشوط للمشاركة في المسيرة التي ستنظم اليوم الأربعاء 2 سبتمبر من أمام مكاتب المفوضية العليا للأمم المتحدة باتجاه السفارة الألمانية.

ويوصف ولد أحمد بكونه نجا من "مجزرة إنال" وهي البلدة التي تبعد حوالي 550 كلم شمال العاصمة نواكشوط، وقد ألف محمدو سي عن الحادثة كتابا سماه "جحيم إينال" الذي يحكي فيه جزءً من تفاصيل هذه الحادثة والذي يقول فيه:

"بدأت التحضيرات ظهيرة 27 نوفمبر حين تم انتقاء من سيتم إعدامهم من مختلف العنابر وتم تعليمهم بصلبان زرقاء رسمت بقلم أزرق غليظ.

تم تعليمهم لاحقاً، كما يشرح محمادو، بأرقام من "1" إلى "28" وهي مهمة تولاها العريف "ولد دمبا" بحضور بعض الضباط من بينهم المقدم "سيدينا"

وتساءل أحد ضباط الصف المعتقلين، يحمل الرقم 11، عن السر في الإجراءات غير العادية لم يكن ليلقى رداً شافياً. اكتفى الرقيب أول جمال ولد اميليد، أحد السجانين، بالرد عليه بأنه "سيتم نقلهم إلى مكان آخر"

طلب الرقيب جالو سيلي بي من جمال أن يظل مع جنود البحرية، فقد كان ممرضاً معروفاً في المنطقة سواء من الأوساط العسكرية أو المدنية.

وبعد تردد يسير قرر جمال الإبقاء عليه على أن يستبدله بمعتقل آخر؛ لم يكن المعتقل الجديد الذي سيحل محله في لائحة الإعدام، إلا شقيقه الأصغر الجندي جالو عبدول بي.

تم بعد ذلك عزل المعتقلون الذين تم ترقيمهم، وكانوا ينتظرون أن يتم ترحيلهم في شاحنة إلى جهة مجهولة.

"وحوالي منتصف الليل تم وضع المعتقلين الذين تم ترقيمهم أمام العنبر الكبير؛ كان "خطْـره"، أحد السجانين، يعد بمساعدة جنود آخرين، الحبال. كانوا يضعون عقدة في أحد طرفي الحبل ويهيئون الطرف الآخر قرب السارية الحديدية التي تتوسط السقف. في مدخل العنبر، كان بعض الضباط يمرون جيئة وذهاباً. تحدثوا قليلا إلى جمال ولد اميليد قبل أن يغادروا.

كان الرقيب جالو عبدولاي دمبا، مسؤول الفصيلة القتالية في الميناء والذي يحمل الرقم "1"، أول المغادرين إلى العالم الآخر.

اقترب منه جمال وسأله إن كان لديه طلب أخير؟ طلب جالو تبغا فأعطي علبة "علبة التدخين" فدخن بشراهة قبل أن يقوم جنديان باقتياده إلى حبل المشنقة. ألقى نظرة أخيرة على من في العنبر لتكون آخر الصور التي سيصطحبها معه تلك الأشكال المعتمة لرفاقه المكدسين في العنبر، ما بين جالس وممدد، والملتصقة أعينهم به، وذلك بينما كان "خطره" يلف الحبل حول عنقه. وبمساعدة جندي آخر، دفعه إلى أن ارتفعت قدماه عن الأرض ثم ربط طرف الحبل الآخر بالسارية. وتتابع إعدام بقية المعتقلين..

لم يكونوا مقربين جميعاً للإعدام فحسب، بل كان على الجميع مشاهدة كل شيء حتى النهاية دون أن يكون بوسع أي؛ التعبير عن اعتراضه.

كان "خطره" الذي يشرف على عمليات الشنق يتوقف بين كل عمليتي إعدام ليحتسي كأسه من الشاي وهو يجلس على أحد الجثامين أو بجانب جندي يتدلى من حبل المشنقة. كان ينتقل بين المعلقين في الحبال ليقوم بالإجهاز على من يتأخرون في إسلام الروح بعصا حديدية مركزاً ضرباته على منطقة العنق. وأثناء ذلك، كان "سليمان" وبقية السجانين معه يجهزون الضحايا القادمين، في احترام تام للترتيب.

صاحب الرقم "11" كسر روتين المكان . لم يتمكن جالو سيلي بي من كتم الصراخ ليتلقى لكمة عنيفة من أحد الحراس عقاباً على تجرئه على التشويش على سير "الحفلة". كانت عيناه ملتصقتين بالجندي المقرب إلى حبل الإعدام إذ لم يكن إلا شقيقه الأصغر جالو عبدول بي، الذي تم استبداله به بعد أن طلب الأول البقاء مع مشاة البحرية، والذي بات يتأرجح في حبل المشنقة أمام ناظريه.

وحين جاء دور الشقيقين جالو عمر دمبا وجالو إبراهيما دمبا، اللذين يحملان أرقاما متتالية، لم يكن أي منهما يريد أن يشاهد إعدام أخيه فكان يطلب أن يتم إعدامه أولاً. ومن ثم أجرى الجلادون قرعة جاءت نتيجتها إعدام إبراهيما، الأكبر سناً، أولاً. كانا معاً على الدوام، وقد شاءت الأقدار أن يتم اختيارهما معاً للإعدام.

كان من بين من تم إعدامهم أيضاً الجندي انجاي صمبا عمر الذي كان من بين من تولوا اعتقال الضابط محمادو سي، مؤلف كتاب "جحيم إنال: رعب المعسكرات في موريتانيا"، أما صمبا كوليبالي، المنتمي أيضا إلى فصيلة المؤلف، فقد كان يحمل الرقم "28" وقد كان آخر من يقرب إلى حبل المشنقة".