السعد لوليد: الطفل السوري ... وقصة اطفالنا

جمعة, 2015-09-04 08:11
الكاتب السعد لوليد القيادي في حركة إيرا

الكاتب السعد لوليد القيادي في حركة إيرا

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي ، صورة مؤثرة و معبرة اختزلت المشهد و المأساة لطفل سوري وديع و بريئ ، قذفت به امواج البحر بلا رحمة ولا شفقة ، تماما كما تتقاذف اقرانه و اهله و وطنه حرب لم تبقي ولم تذر من اهله و ارضه و شعبه الامن ديارا ، حرب وقودها الشعب السوري الجميل و المسالم و الانيق ، تنفخ فيها الانظمة العربية الدكتاتورية و الخليجية البهائمية العفنة ، من سمومها الزائدة من البطر و التخلف و التجبر على عباد الله و الجحود لنعمه عليهم ، لكن ما لفت انتباهي هو تباكي بعض المدونين على هذه الصورة ، رغم تعاطفي الكامل و المطلق مع صاحبها و ذويه و شعبه و قضيتهم العادل و مصيبتهم الكبرى ، الا انها ليست الاولى و لاشك انها لن تكون الاخيرة في عالم يحكمه النفاق و الرياء و النفعية ، فقد تجاهل هؤلاء اطفال الصومال الذي هو عند بوابة البحر الاحمر مكب نفايات الطعام السعودية والخليجية ، و الصومال المسلم العربي السني مائة بالمائة يموت جوعا اطفالا ونساء و رجالا لعدة 24 سنة متتالية ولم نسمع هذ النواح والعويل الذي نسمعه اليوم ، ام هي عقدة اللون و الشعور بالدونية و الانتماء الوهمي ، ذاك الذي يعترى نخبتنا المهتمة اكثر باطفال العالم الابيض المستعرب ، في الوقت الذي يموت اطفالنا يوميا في احشاء امهاتهم جوعا ومرضا ،و في القرى و الارياف و ادوابة عطشا و اغتصابا و اختطافا ، عن اي غصة وحرقة تتحدثون و اي انسانية تنشدون ، وضحايا اقلامكم الماجورة و الموجهة قبليا و جهويا و عنصريا، تخلف في الوطن من الاطفال الاموات المبتورين الحسب و النسب و المقطوعين الارحام اكثر مما قتلت حرب الشام ، عن اي رحمة و شفقة تحدثوننا انتم و احزابكم و الا نظمة التي تعبدون و تتباكون على زوالها و زوال طغاتها ، من السعودية الى مجمل خليج الشهوات ، التي تتسابقون لدعمها وهي تخوض حروبها الجبانة والغادرة، ضد الشعوب التي تنشد الحرية و الخلاص من تونس الى مصر و ليبيا فالعراق و اليمن و سورية الطفل الغريق و الشعب الحريق .

نقلا عن صفحة الكاتب