يجبُ أن لانستبعدَ، في الفترة القليلة القادمة، خروج مؤسسة التقبيح «الهابا» علينا ببيانٍ رسميّ تُطالب فيه بتجريم كُل من يمسُّ بشرف العائلة الحاكمة.
وسيكون ذلك نوعاً من توسيع الدّائرة، لتشمل بالإضافة إلى الجنرال عزيز، أسرته، بما هي وجهه الاجتماعيّ الحقيقيّ.
هذا شيءٌ لايستبعدُ بالنسبة لي. فبيانها الذي خرجت به، قبل زمنٍ قريب، تُطالب فيه بحفظ شرف رئيس الجمهورية ماهو في الحقيقة إلاَّ نسخةٌ ثانية، ولكن صريحة ومُختصرة، من قانون مجتمع المعلومات (ممم) التكميميّ الذي ظهر منتصف العام الـ2014 وأحدث ضجةً رفضيّة عارمة.
مايدلُّ في حقيقة صلبه على أن محاولات التوسع السلطويّ، المُرسممة والمُقوننة، في ازديادٍ ملحوظ، مُتعدد الصيغ والأوجه.
الحاكم، الذي يجبُ نقده ونقضه، والسخرية منه، والتنكيت عليه، في كل وقتٍ، خاصةً وإنْ كان ظالماً فاسداً مُغتصباً، مثل حالة صاحبنا، أصبح اليوم حُكاماً، يُحرمُ بالنسبة لهم مايحرُم له.
إنَّ بروز نجله، مثلاً للساحة العموميّة، من جهةٍ شائكةٍ ومقلقة، ومثله نجل ولد بايَّ، الذي ولج هو الآخر مؤخراً المجال العام، في تواقتٍ تزامني تام مع حالة نجل الجنرال عزيز، ليؤكد لنا الطموحات السلطوية المُضمرة في الحالتين، من ناحية الاستخلاف الاستعقابي، للحالتين معاً. وكأنه نوعٌ من التهيئة الحاضريّة، لسيطرتهما السلطوية علينا في المستقبل القادم، كصوّر مماثلة من الأسلاف الحالييّن على تعدّد صوّرهم القبيحة والمنفرة. وهذا هو السرّ الحقيقي.
نقلا عن صفحة الكاتب