France24: خلفية الصعود السريع للمقدم زيدا

أربعاء, 2014-11-05 09:32
المقدم زيدا

رغم الدعم القوي من طرف الجيش؛ فإن المقدم إزاك زيدا لم ينل على ثقة السياسيين ومنظمات المجتمع المدني البوركينابي الذين لا يعرفون شيئا عن ماضيه؛ وبالعودة إلى مسيرة حياة الرجل نجد أنه استطاع بمهارة التعامل مع سقوط النظام.

لم يكن بحاجة سوى لساعات ليخرج من اظلام إلى النور. فمن كان الرجل الثاني في الحرس الشخصي للرئيس المخلوع بليز كامباوري قد عينه الجيش رئيسا للمرحلة الانتقالية.

فكيف استطاع هذا الضابط المغمور أن يتجاوز جنرالات الجيش الكبار وخصوصا قائد الأركان هارونا تراوري وقائد الأركان السابق كوامي لوجي؟

الرجل الثاني في كتيبة الأمن الرئاسي –نخبة الجيش البوركينابي- قد تمكن في وقت كان فيه النظام يتهاوى أن يخلق لنفسه مكانة عندما ظهر إلى جانب ممثلي المجتمع المدني أمام المتظاهرين وهو يقول إن الشعب البوركينابي غدا صانعا وشاهدا على تاريخه، وذلك مباشرة بعد إعلان نبإ استقالة كامباوري الجمعة 31 أكتوبر، في حين كان خصمه الجنرال تراوري يقصى المجتمع المدني من مشاوراته، كما أنه معروف بقربه من كامباوري وهو ما دفع بالمتظاهرين إلى رفضه وأرغمه على التسليم لزيدا الذي لا يعرف مواطنوه شيئا عن مصدر قوته.

إيزاك زيدا الذي تلقى تكونه العسكري في مركز التدريب القيادي 'بو' بجنوب بوركينافاسو هو متزوج وأب لثلاثة أطفال عمل سابقا في قوات حفظ السلام الأممية في الكونكو الديمقراطية كما كان ضابط الارتباط في وساطة بليز كامباوري في الأزمة العاجية الأخيرة. هو من مواليد عام 1956 في ياكو في شمال البلاد، وكان يتابع دراسته للغة الإنجليزية في جامعة واكادوكو قبل التحاقه بالجيش سنة 1993.

تلقى تدريبه العسكري في المغرب وتايوان وكندا والكامرون قبل أن يلتحق بقوات الحرس الرئاسي حيث ترقى سريعا ليصبح الرجل الثاني فيها. كان الوحيد من بين قادة الحرس الرئاسي الذي استفاد من تمرد 2011 الذي لم يفلح في إسقاط كامباوري على عكس باقى الضباط الذين أثاروا غضب الجنود. يسود اعتقاد بقربه الشديد من النظام المطاح به وهو ما يعزوه البعض لكونه ينتمى لنفس المنطقة التي ينتمى إليها قائد الأركان الخاصة للرئيس المخلوع الجنرال جيلبير دياندري.

لكنه على الرغم من وجود قطاع من المتظاهرين يدعم زيدا على ما يبدو فإن الاتجاه العام يميل إلى فرض تسليم إدارة المرحلة الانتقالية لمدني. فالجنرالات يضعفون أمام أضواء السلطة خصوصا عندما يخرجون فجأة من ظلال الثكنات وهو ما يضفي مزيدا من الشك على البلد. غير أنه من المهم أن نرى كيف سيتصرف زيدا مع المعارضة، كما يقول أحد الخبراء ويضيف أنه بالنظر إلى التطور السريع للأحداث فمن الصعب القول إن تحالفات جديدة سيجري إبرامها، فكل شيء يمكن أن يتغير بسرعة كما مع الجنرال تراوري الذي كان في وضعية جيدة قبل أن يظهر زيدا فجأة الرجل القوي للمرحلة الانتقالية. فهل علينا أن ننتظر انقلابا جديد؟

ترجمة الصحراء

لمطالعة أصل التقرير اضغط هنا