نجح النظام في استقطاب المعارضة كلها لاتفاق داكار و غدر بها بعد ذلك و نجح في استقطاب أحزاب المعاهدة لحوار 2011 تلك الأحزاب التي لم تعد معارضتها معارضة جادة و حقيقية و مع ذلك أبدى بعضها امتعاضا من تطبيق مخرجات حوارها مع السلطة في حين فشل في ذلك الوقت في استقطاب أحزاب منسقية المعارضة و ها هو اليوم يفشل في إقناع المنتدى و المعاهدة و جميع الطيف السياسي المعارض لحواره الذي دعا له و هيأه بصورة أحادية وقحة اشمأز منها أكثر المتحمسين للحوار و أنشط دعاته.
فشل النظام بسبب التعالي و الغطرسة في استقطاب أي جهة معارضة و هاهي المعاهدة تكتفي بإرسال بيچل ولد هميد ليشارك في الإفتتاح بدعوى طلب التأجيل و هو بهذا الحضور الذي عودنا عليه ينسجم مع مواقفه السابقة من استقبال الجنرال و مرافقته في حله و ترحاله.
اضطر النظام تحت ضغط ممانعة الطيف السياسي المعارض لتحويل اسم الحوار إلى اسم المشاورات الموسعة و كأنه يوسع مشاوراته لتضم تعساء اشتراهم بالمال العام و استغل حاجتهم و ضعف حالهم و ضعف نفوسهم و هو يعرف أنهم لا يختلفون عن القطعان التي تسير خلفه ليعطي لكل منهم عنوانا و دورا يمثله في مسرحيته الهزلية التي ستعريه أكثر أمام من يحب أن يتستر أمامهم.