معظم حالات الانتحار ليست عمدية

أحد, 2015-09-13 11:36

قالت أخصائية في الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية في قطر، إنمعظم حالات الانتحار لا تمثل فعلاً متعمدًا ولكنها ناتجة عن بعض الأمراض النفسية مثلالاكتئاب الحاد والقلق الذي يضعف ملكة التمييز والميزان العقلي لدى الشخص الذي يقدم على الانتحار.

وجاءت تصريحات الدكتورة سهيلة غلوم -استشارية الصحة النفسية بقسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية- بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الانتحار الذي وافق العاشر من الشهر الجاري.

وقالت غلوم إن التحدث بشأن الانتحار أمر مهم للغاية حيث يشعر الناس بالراحة حين يعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم مدركين أنهم لن يتعرضوا للاستخفاف أو النظرة الدونية من قبل الآخرين، وإن أحدا لن يزدريهم بسبب ما لديهم من أفكار عن وضع نهاية لحياتهم، وفي هذه الحالة، تزداد لديهم الرغبة في طلب المساعدة والدعم النفسي، مضيفة أنه من خلال التحدث عن الانتحار يمكن تلمس العوامل والأسباب التي تدعو إلى الانتحار، ومعرفة كيفية منع حدوثه أو التقليل من حالاته.

ولفتت الدكتورة إلى أن الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق لا تختلف كثيرًا عن الأمراض الأخرى في أن لها أسبابا حيوية وأنها قابلة للعلاج، مؤكدة على ضرورة طلب المساعدة المهنية من الأطباء والمرشدين النفسيين، وأخصائي علم النفس خصوصا حين تبدأ الحالة النفسية لديهم في التأثير السلبي على أنشطتهم المعتادة، مثل قدرتهم على التفاعل الاجتماعي، والعمل، والدراسة، أو القيام ببعض أنشطة الحياة اليومية المعتادة كما أن بالإمكان طلب المساعدة من مجموعات الدعم النفسي، والتي تساعد الإنسان على الإحساس بعدم العزلة.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لدراسة بحثية أجرتها مؤسسة حمد الطبية عن الانتحار كشفت أن معدل انتشار الانتحار في قطر والمنطقة أقل بكثير مما هو في العديد من البلدان الأخرى، وأن سلوك إيذاء النفس ينتشر بصورة أكبر بين أوساط المراهقين والشباب في دولة قطر، ولا سيما لدى الفئة العمرية بين 16 عاماً إلى أوائل العشرينيات، مضيفة أن البيانات المستخلصة من الدراسة لا تزال قيد التحليل.

 

ونبهت الدكتورة إلى أن الذين يلحقون الأذى بأنفسهم من الشباب ضمن هذه الفئة العمرية غالبًا ما يفعلون ذلك بسبب معاناتهم من التوتر والضغوط النفسية، وعلى الرغم من عدم وجود عزم فعلي على الانتحار لدى الكثيرين منهم إلا فإنهم يلجؤون إلى إحداث جروح بأجسامهم حيث يحقق لهم ذلك إحساسًا بالراحة، مفسرة هذه الحالة بأنها طريقة لتحويل حالة التوتر من حالة نفسية إلى حالة جسدية، حيث يسهل التعامل معها عند البعض كما أنها تمثل طريقة للفت انتباه الآخرين وجعلهم يستمعون إليهم.

وأضافت أن من أشهر الضغوط النفسية الشائعة بين أوساط المراهقين والتي يمكن أن تحملهم على إلحاق الأذى بأنفسهم هي الضغوط الاجتماعية والمدرسية والتي تتمثل في انهيار العلاقات وضغوط الامتحانات أو الأداء المدرسي بشكل عام، وفي حين أن الناس يتعلمون طرقًا أفضل للتعايش مع الضغوط النفسية حين يصلون مرحلة النضج، فإن المراهقين عادة ما يفتقرون إلى مثل هذه القدرة على التعايش، وربما يعجزون عن شرح ما يعانونه من إحباطات لوالديهم أو أشقائهم أو أصدقائهم، وقد يكون لدى بعض المراهقين سلوك مكتسب يتمثل في الاقتداء بآخرين رأوهم أو سمعوا بأنهم ألحقوا الأذى بأنفسهم.

وبينت الدكتورة سهيلة أن التغيرات التي تطرأ على شخصية الإنسان تحمل في طياتها مؤشرات كثيرة لحالته النفسية فالشخص المصاب بالاكتئاب قد تقل درجة تفاعله الاجتماعي عن ما كان عليه في السابق، وقد لا يستمتع بالأشياء التي اعتاد عليها سابقا وقد يقل مستوى أدائه في المدرسة أو العمل.

وأكدت أهمية التحدث إلى أمثال هؤلاء الأشخاص، ومحاولة مناقشة المشكلة معهم، وتحديد ما إذا كانوا يحتاجون إلى عرض حالتهم على الطبيب المختص، كما دعت كل من لديه قلق بشأن معاناته أو معاناة أطفاله من أي مرض نفسي، أو كان بحاجة للحصول على مساعدة أو نصيحة طبية إلى مناقشة هذه المشكلة مع الطبيب المختص.

الجزيرة.نت