نعم.. موريتانيا الحالية تكرس ضياع الأمل..

ثلاثاء, 2015-09-22 14:32
الأستاذ الداه صهيب

ينعق متشائمون لم يقرؤوا التاريخ ولم تفتح أبصارهم وبصائرهم على الواقع؛ ليروه كما هو بدون رتوش؛ لا كما يصوره لهم عمى الألوان الذي يسكنهم، ولم يستشرفوا المستقبل الوضاء؛ الذي يشيم العقلاء بروقه، ينعقون بأن موريتانيا الحالية تكرس ضياع الأمل.

حقا؛ هي تكرس ضياع الأمل.. الأمل في الإثراء غير المشروع.. الأمل في بناء امبراطوريات شخصية على عرق البسطاء.

حقا؛ أيضا تكرس ضياع أملكم في تكريس عبادة شخوصكم القميئة.. التي لا تمتلك أي رؤية للمستقبل؛ ولا برامج للحاضر.

لكنها، تكرس الأمل بل واليقين في غد أبلج وضاء؛ ينطلق من حاضر تعلى فيه كرامة المواطن، وتستعاد فيه هيبة الدولة.

كل الموريتانيين الشرفاء يعرفون بما لا يدع مجالا للشك أنما تحقق خلال السبع سنوات الماضية من الانجازات لم يتحقق خلال نصف قرن من عمر الدولة.

انطلق الرئيس محمد ولد عبد العزيز القادم من الشعب؛ انطلق من حاجات المواطن البسيط؛ استمع له بإنصات؛ حَوَّل أحلامه إلى وقائع مشهودة.. ومتى احتاج النهار إلى دليل؟

لقد كان من بين القرارات الأولى التي اتخذها الرئيس محمد ولد عبد العزيز قرار حل مشاكل السكن العشوائي غير اللائق في العاصمة؛ التي كان أكثر من نصف سكانها يعيشون في أماكن لا تتوفر فيها متطلبات الكرامة البشرية، وهكذا تم منح الحي الساكن لساكنيه؛ وهو الحي الذي شكل وصمة عار عمرها عمر الدولة الموريتانية، وبنى مدينة كاملة بخدماتها ومدارسها ومستشفياتها وأسواقها للذين كانوا يسكنون في أكواخ بعضها فوق بعض.. زوروا "الترحيل" إن كنتم لا تعلمون.

هي فعلا خطوة تكرس ضياع الأمل لمن كانوا يريدون الاستحواذ على أراضي الفقراء.. لكنها تمنح أملا جديدا كبيرا للبسطاء من أبناء الشعب.. الذين نقلوا بمثل هذه القرارات من واقع إلى آخر.

أعاد محمد ولد عبد العزيز الأمل إلى ساكنة حيز من الوطن كفر به حكام موريتانيا السابقون كلهم؛ وحوله من مثلث فقر إلى مثلث أمل..

جاب الرجل فلوات موريتانيا وحاور مواطني موريتانيا الأعماق؛ وجلب الخدمات لهم في أماكنهم.. ليسكنهم الأمل الذي هاجر عنهم ردحا..

ولو تتبعنا كل ميدان من ميادين إعادة وتكريس الأمل لأطلنا كل الإطالة؛ لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وتكفي عينات للتدليل.

على المستوى الخارجي أعادت موريتانيا الاهتمام بدورها الإقليمي والقاري والدولي؛ وعادت موريتانيا قائدة لا مقودة في معادلات عالم القرن الحادي والعشرين.

وما دور موريتانيا في قيادة الاتحاد الإفريقي عنا ببعيد.. وكل الجهود الكبيرة التي قام بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز في تكريس الأمن والأمل في القارة؛ ونزع فتيل نزاعاتها المزمنة.

وتأتي اليد الممدودة من طرف الحكومة للفرقاء السياسيين لتلعب دورها في تثبيت وتكريس استعادة الأمل.

موريتانيا الحالية دولة قانون تطبق الديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان، وتنطلق من المواطن الغاية والهدف؛ ولن يعوق مسيرتها تشاؤم المتشائمين ولا نعيق الناعقين؛ فقد عزمت وتوكلت على الله.

وهي تكرس الأمل لدى مواطنيها الشرفاء البسطاء؛ الذين تحولت حياتهم إلى أحسن، وتكرس ضياع الأمل لدى عصابات سرقة المال العام والمحسوبية والزبونية.. وهو ما يجعلهم يهرفون بما لا يعرفون.. فلينعقوا ما شاءوا فالقافلة تسير.