قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
لا خلاف في هذا، ويكثر الحديث هذه الأيام عن حق المعلم وتحسين ظروف المعلم وكذا وكذا.. ولكن ماذا عن واجبات المعلم هل يؤدها هل يخلص في أداء رسالته النبيلة هل يغرس غرسا طيبا في أجيالنا أم أنه يكتفي بالتشكي والمطالبة بما يسمها حقوقا له ضائعة..
في حقيقة الأمر لا يضيع حقوقه إلا هو نفسه إذا تاملتم مليا، يفترض أنه يبني الطباع قوية والنفوس عدولا ويقيم منطق كل أعوج منطق ويريه رأيا في الأمور سديدا؛ وهذا ما لم يحصل في أغلب الأحيان إذا أردنا أن نكون منصفين..
أيها المعلم الذين تدعي أنهم سلبوا حقوقك، هم صنيعتك فأنت لم تغرس فيهم الوطنية ولا الإستقامة، ولا قومت منطقا لهم يحفظ حقوقك أو حقوق غيرك؛ لو أنك قمت بواجبك لحكمك الصالحون ولتأمر عليك المنصفون؛ والفساد ليس أساسه القمة وإنما يحصل عند المنبت، وتلك مسؤوليتك التي خذلتها وصرت تساوم عليها وتطلب حقوقا لك دون واجبات دينية وأخلاقية وعقلانية كان عليك أن تعمل وفقها؛ لكنك تخليت عنها وانشغلت بما لم تحصل له الأسباب الكافية لطلبه، وصرت بمنطق التاجر تتعامل مع فلول البراءة تقتل الغرس الطيب بدل تعهده، فلا أحد ممن تدعي عليهم، إلا ومر بك في سن تربيته فانشغلت عنه بمدارك الدنيا فضاع، ولما صار في مركز المسؤلية كان مفلسا من قيمة كان عليك غرسها.. وإني أتساءل بأي منطق تطالب بحق أو منحة وبأي وجه تنتقد الأخلاق وأنت ما غرست بديلا عنها..؟
سيدي الفاضل ومعلمي الغافل، أعيد اعتذاري وأجدد تبجيلي لك ولأني أحبك أدعوك لمراجعة نفسك وإعادة حساباتك فأنت أغلى من أن تتوه في غيابات الدنيا وصراعات أهلها ومسؤوليتك أعظم من انتظار المقابل وطرق المعاول....