
يكثر الحديث هذه الأيام عن مايسمى "حمى تيارت ودارالنعيم" وهي حمى أثارت الرعب بين المواطنين ليس لخطورتها ولكن لسرعة انتشارها فقل أن يخلو منها بيت من بيوت سكان المقاطعتين
أغلب الظن الطبي المحلي هي أنها حمى ملاريا بالدرجة الأولى وإن أظهرت الفحوص سلبية اتجاه الطفيلي الذى نعتقد أنه نجح فى التخفى أوأخذ شكلا جديدا لكنه حافظ على نفس الأعراض تقريبا مع اختلافها من شخص لآخر حسب العمر والوزن والحالة الصحية العامة ( تتميز هذه الحمى بأن الصداع وفقدان الشهية من أهم أعراضها بينما تغيب أعراض أخرى للملاريا من قبيل الشعور بالبرد والحاجة للنقيؤ ونقص الدم المتوسط أوالحاد) واستجاب لنفس العلاجات المعروفة ومن الواضح أن حشرات أخرى وطفيليات من جيل جديد انتهزت فرصة رطوبة المقاطعتين فى فصل الخريف مع ارتفاع درجات الحرارة وكثرة المستنقعات والأوساخ لمساعدة طفيلي الملاريا فى التخفي وسرعة نشرالحمى غير أن كونها حمى معدية أحيانا يحيل إلى التساؤل عن مسبب آخر أخذ اعراض الملاريا وزاد عليها القدرة على نشر العدوى
فى الواقع يستحق هذا الموضوع دراسة طبية مخبرية عالية المستوى علميا وتقنيا
( نخشى أن يكون "الربيع العربي" وصل حتى إلى الطفيليات والفيروسات وناقلات المرض وأغراها بتبديل جلودها وأدوارها ومواقعها كمافعل مع بعض البشر)
بالنسبة للأطباء لاتثير هذه الحمى قلقهم وإن تباينت آراؤهم فيها تشخيصيا وذلك للأسباب التالية:
ـ تستجيب لمضادات حمى الملاريا وتنخفض عند استخدام خافضات الحرارة الطبيعية
ـ سرعة الشفاء منها إذ تصل لدى أغلب المرضى إلى أقل من 24 ساعة دون الحاجة للمراقبة الوريدية فى المستشفى أوالمنزل
ـ ظهور طفيلي الملاريا بالفحص من عدمه لايغير شيئا فى "لبروتكول " العلاجي المعتمد على خافضات الحرارة ومضادات الملاريا
ـ لدى بعض المصابين بالحمى لاتكون هناك حاجة لأكثر من خافض وريدي لدرجة الحرارة فأكبر الأعراض هو الصداع بالدرجة الأولى
ـ يبدو أن الحمى والحمدلله لم تعبر إلى مقاطعات البلاد الأخرى بنفس القوة وسرعة الإنتشار
ـ الفترة التى ظهرت فيها الحمى فترة تعتبر طبيعية لظهور حميات مرتبطة بالملاريا ونزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية وتلك المصاحبة لبعض أنواع الحساسية الناتجة عن تذبذب الإنتقال البطيئ (السلمي) من فصل الحرارة والأمطار إلى فصل الشتاء وبالتالى فالأطباء يعرفون كيفية التعامل مع هذه الفترة الحرجة مناخيا وصحيا
ملاحظة / تبقى هذه مجرد انطباعات ممرض غير متخصص وعادة فى مثل هذه الظواهر الصحية فإن القول الفصل والحاسم هو للأطباء الميدانيين والمتخصصين فى مجالات الأوبئة والمخبريين والباحثين الطبيين