إشكالية توحيد موريتانيا تحت لغة وطنية جامعة

خميس, 2015-10-29 12:12
الكاتب والمدون حبيب لي

مشروع توحيد موريتانيا تحت لغة وطنية رسمية، مشروع فاشل كفشل الدولة والانظمة المتعاقبة عليها.

هذه الأنظمة لعبت دور كبير في تباعد بين أبناء الوطن. لاحظ معي هذه الهوة بيننا كأبناء بلد واحد! لاأرى مشكلة في اختيار لغة الضاد لغة رسمية ولكن طريقة توظيفها وفرضها على الغير الناطقين بها هي سبب نفور بعض الزنوج عنها واختيار الفرنسية لغة بديلة.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، قدمت العربية على انها لغة قومية إقصائية مفروضة على الاثنيات الزنجية. لو حدث تشاور منذ بداية تأسيس الدولة الموريتانية الحديثة مع جميع مكوناتنا الاثنتية وتم تحاور حول كيفية تداول مع مناهج التعليم المدرسة باللغة العربية لتضم كل ثقافات البلد المتعددة لما عارض احد العربية كلغة وطنية.

ماحدث، منذ البداية، كان أشبه بالتخبط وفرض وصاية على آخر بغض النظر عن انتمائه الثقافي واللغوي.

الفرنسية لم تطرح كخيار وطني بل وُجدت كإرث استعماري بقي مع النيوكلونالية التي مازال شبحها يطارد كيان دولتنا. الزنوج لم يختاروا الفرنسية فضلا عن العربية، الفرنسية كانت هي اللغة الوحيدة التي لم يخترها الشعب الموريتاني لنفسه، تزامنا مع باقي مستعمرات غرب افريقيا، إنما هي عبء استعماري تسلطي استعصى علينا التخلص منه.

ربما لو تعاملنا مع هذه القضية بالحنكة والاحترام المتبادل او من باب الضرورة، لتوصلنا الى حل هذه المعضلة المعرقلة لتقدم دولتنا.

تبادل التهم والتخوين لن يفك هذا اللغز المحير، يجب على كل موريتاني تحمل مسؤوليته ويبادر من جانبه الى فهم محيطه قبل القفز الى ماوراء المحيطات وتبني ماهو ابعد. نحن اقرب الى بَعضُنَا البعض، والحل موجود بين أيدينا.

المعركة ضد الحكم العسكري هي الفيصل امام معضلة توحيد اللغة.

وانا على يقين ان النظام العسكري هو من افسد كل مشروع بناء لدولتنا الحبيبة، هو من قلب الطاولة وعاث في الارض فسادا، هو من مارس العمالة واضطهد شعبه وشرد اصحاب العقول والحلول وحل محلهم اصحاب الادمغة الفارغة والبطون المتخومة.

شخصيا مستعد للمشاركة في حوار مفتوح حول تواصل بَعضُنَا مع البعض. ومستعد ان أتخلى عن حقي من اجل مصلحة وطنية، ولكن في المقابل لابد من يد اخرى ممدودة ومستعدة لنكران ذاتها من اجل وطن واحد وموحد.

عاش الشعب المغلوب على أمره.

دمتم

نقلا عن صفحة الكاتب