بعد 40 عاما من التنقيب 12 شركة نفطية تعمل في موريتانيا

أربعاء, 2014-09-24 15:25

يعتبر النفط من أهم مصادر الطاقة في هذا العصر، بل هو واحد من أهم مقومات الحضارة الحديثة للإنسان؛ فهو يستخدم وقوداً في مختلف الصناعات ويستعمل في تسيير وسائل النقل والمواصلات، كما يستعمل في الزراعة وفي التدفئة وفي توليد الكهرباء. 

كذلك تستخدم بعض مكونات البترول في صناعة عشرات من المواد الكيميائية المهمة مثل اللدائن والأصباغ والأدوية والألياف الصناعية.

 

وقد أصبح النفط اليوم مادة حيوية للبلدان والإنسان. ويتجاوز الاستهلاك العالمي اليوم من النفط 100 مليون برميل يوميا، ويقدر الاحتياطي العالمي ب 3000 مليار، منها 800 مليار تم استهلاكها و 1000 مليار مؤكدة ستستهلك خلال الأربعين سنة القادمة بوتيرة الاستهلاك الحالي و 700 مليار يتعين تأكيدها و600 مليار حاصلة من تحسين تقنيات الاستعادة.

 

ترسو موريتانيا على حوضين رسوبيين أحدهما الحوض الساحلي الذي يغطي السواحل الموريتانية وأجزاء من اليابسة، والثاني حوض تاودني والذي يغطى الجزء الشرقي والشمال الشرقي من البلاد ويمتد على مساحة تتجاوز نصف مساحة البلاد، وهذان الحوضان الرسوبيان يشكلان المساحة التي يمكن أن تحتوي على النفط، حسب مواصفاتهما الجيولوجية.

وقد تطورت الاستثمارات في قطاع النفط في موريتانيا، بما في ذلك مختلف المراحل (التنقيب، التطوير والإنتاج) لتصل إلى 100 مليون دولار سنة 2001 و 1.7 مليار دولار في الفترة ما بين 2001 و2007.

تاريخ التنقيب عن النفط في موريتانيا

بدأ اهتمام شركات التنقيب عن النفط في  موريتانيا في بداية الستينيات من القرن الماضي. وفي بداية السبعينيات بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط بعد حرب أكتوبر 1973 اهتمت شركات نفطية عالميٍة بالتنقيب في البلاد كشركة شل الهولندية البريطانية وشركتي تكساكو وآرمكو الأمريكيتين.

ومع أن الشركات المعنية عثرت على عدة مؤشرات مهمة عن وجود النفط في تاوديني وفي الحوض الساحلي أيضا فإن عدة عوامل حالت دون مباشرة هذه الشركات للحفر والتنقيب ومن هذه العوامل أن المسوح الزلزالية لمٍ تعط مؤشرات على وجود حقول عملاقة (كما كانت تتوقع تلك الشركات) مثل حقل حاس مسعود في الجزائر أو حقول أخرى مثل تلك الموجودة في ليبيا ودول الخليج العربي، هذا إضافة إلى عامل البعد في حالة حوض تاودتي والإرهاصات الأولى لحرب الصحراء.

وفي العام 1987 عادت إحدى الشركات الأمريكية للتنقيب من جديد ولكن هذه المرة في غرب ولاية اترارزه لكنها ما فتئت أن انسحبت بعد أن قامت ببعض المسموح الزلزالية لأسباب غير مفهومة.

منعطف جديد في منتصف التسعينيات من القرن الماضي صادف أن رأى بعض المسؤولين في شركة استرالية للتنقيب عن النفط في إحدى المعارض النفطية في الولايات المتحدة صخرة كانت قد اكتشفتها إحدى الشركات الأمريكية في السواحل الموريتانية تنبئ عن وجود مؤشرات قوية على وجود النفط في المياه الأطلسية الموريتانية فكان ذلك بداية اهتمام الاستراليين بالتنقيب عن النفط في بلادنا حيث حصل تكتل شركات تقوده الاستراليتان "هاردمن رسورس" و"وودسايد" على رخص للتنقيب عن النفط في السواحل الموريتانية وفي العام 2001 وبعد أن قام الاستراليون بمسح زلزالي، أعلنوا من خلاله عن اكتشاف حقل شنقيط في عرض البحر على بعد 80 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة نواكشوط وتواصلت الاستكشافات فتم اكتشاف حقل بندا للغاز والنفط وحقل "بلكان" للغاز وحقل "تفت" مما أثار غبطة الموريتانيين وتفاؤلهم بأن البلاد ستدخل نادي الدول المصدرة للذهب الأسود وتودع الفقر والفاقة إلى الأبد وعاشوا قمة وقاعدة على وقع أحلام ومنى لذيذة.

وضاعف من التفاؤل في وجود النفط بالبلاد الإقبال المنقطع النظير لشركات التنقيب للحصول على رخص للتنقيب في البلاد فقام الصينيون بالتنقيب في غرب اترارزه وقاموا بحفر بئرٍ استكشافية العام الماضي عند منطقة "أطبيكة" شمال شرقي مدينة "تكنت" لكن يبدو أن الموشرات لم تكن مشجعة بما فيه الكفاية بدليل توقف التنقيب. على أن بعض المصادر تتحدث عن وجود مؤشرات جد مهمة عن وجود النفط في حوض تاودني كما أكد ذلك مؤخرا مدير شركة توتال ، كما يذكر إن شركة " ريبسولٍ" الاسبانية حصلت هي الأخرى على مؤشرات جيدة وأنها ستباشر الحفر في تاودني في نهاية سنة 2013.

الحقول  النفطية المعروفة  في موريتانيا

منذ عام 2001 تم اكتشاف سبعة حقول كلها في عرض البحر من الحوض الرسوبي الساحلي. فقد اكتشفت شركة وودسايد الاسترالية خمسة حقول وشركة دانا بتروليوم الانجليزية حقلين.

‌أ.        حقل شنقيط

تم اكتشاف حقل شنقيط يوم 16 مارس 2001 في المقطع 4 من طرف شركة وودسايد الاسترالية، وتقع منشأة شنقيط على بعد 80 كيلومتر من الساحل و بعمق 2600 متر منها 800 متر في الماء. وفي البداية تم تقدير احتياطه الذي يمكن استخراجه ب 123مليون برميل. وهو الحقل الوحيد المستغل حتى الآن، و قد بدأ إنتاجه يوم 24 فبراير 2006. وهو حقل معقد مجزأ ومقسم إلى 3 مقاطع. يتكون الخزان من رمال قليلة التصلب بعكارات الميوسين. ويقدر سمك طبقة الزيت ب 123 مترا.

ووفقا لأحدث الدراسات والمعطيات الجيولوجية التي أظهرت وجود مؤشرات متزايدة على النضوب المبكر لحقل شنقيط وأن تراجع مستوى الإنتاج وصل مرحلة لم تعد معها الشركات قادرة على الجزم باستعادة استثماراتها في تطوير الحقل أحرى تحقيق أرباح.

وبحسب الشركات الأجنبية المساهمة في حقل "شنقيط"، فقد تم إنفاق مبالغ كبيرة في عمليات حفر واستكشاف إضافية وتعميق آبار كانت ناضبة في الحقل في محاولة لزيادة الإنتاج في 2008 و2009 لكن كل تلك المحاولات لم تحقق النتائج المرجوة.

وفي ظل ظروف الإنتاج هذه قامت الشركات بدراسة خيار غلق حقل شنقيط قبل نهاية عمره الإنتاجي المحدد في السابق بتسع سنوات، تفاديا للاستمرار في الخسارة، والتوجه نحو تركيز الاستثمارات لتطوير التنقيب في حقلي "ولاته" ("اتيوف سابقا) و"تفت" المجاورين لحقل شنقيط في المقطع رقم 4 قبالة ساحل نواكشوط في المحيط الأطلسي.

ونشير إلي أن عائدات الدولة الموريتانية من حقل شنقيط عرفت تراجعا من سنة لآخري، ففي سنة 2006 (النصف الأخير فقط) دخلت خزينة الدولة 89 مليون دولار من عائدات البترول، و46 مليون دولار في 2007 و55 مليون دولار في 2008 (بفضل الارتفاع المسجل في أسعار البترول والذي وصل 147 دولار للبرميل)، و26 مليون دولار سنة 2009.

‌ب.      حقل تيوف (او ولاته)

اكتشف هذا الحقل من طرف شركة وودسايد في المقطع 4 خلال الفصل الأول  من عام 2003 بواسطة بئرين استكشافيين تفصل بينهما 8 كلم. و تقدر مقاييس الحقل ب 12 كلم في 5 كلم. وهو حقل مختلط بين الغاز و النفط  وتقدر طبقة الغاز ب 50 مترا وطبقة النفط ب 220 مترا.و يصنف نفط تيوف بأنه خام متوسط. وتجري دراسات التقييم للانتقال إلي مرحلة تطوير هذا الحقل.

‌ج.       حقل تفيت

اكتشف هذا الحقل من طرف شركة ودسايد في المقطع 4 خلال شهر أكتوبر 2004 علي مسافة 11 كلم شرقي حقل شنقيط. ويقدر احتياطي النفط  الموجود ب 200 مليون برميل يمكن استخراج 40 مليون برميل منها. ويصنف حقل شنقيط بأنه خام ثقيل. وقد اخترق حفر تفيت 2 طبقة من الغاز سمكها 68 مترا بينما طبقة الزيت سمكها 48 مترا.

‌د.       حقل بندا

اكتشف هذا الحقل هو الآخر من طرف شركة ودسايد في المقطع 4 خلال شهر اكتو بر 2002

علي مسافة 21 كلم شرقي حقل شنقيط. وقد اجتاز حفر باندا 1 طبقة من الغاز سمكها 120 مترا و طبقة زيت سمكها 16 مترا. ويقدر الاحتياطي القابل للاستغلال ب 70 مليون  برميل. ويقدر احتياطي الغاز القابل للاستخراج بحوالي 36 مليار متر مكعب. (1,7 ترليون قدم مكعبTCF).

‌ه.      حقل لعبيدنه

اكتشف من طرف شركة ودسايد وتم حفر بئر لعبيدنه 1 نهاية عام 2005   وقد اجتاز  طبقة من الغاز سمكها 168 متر في الميوسين ويقدر الاحتياطي الذي يمكن استخراجه في هذا الحقل بحوالي 50 مليون برميل من النفط.

‌و.       حقل بليكان

تم اكتشاف هذا الحقل من طرف شركة دانا بتروليوم البريطانية في المقطع 7 عام 2003 ابرزت الأعمال الزلزالية  التي أنجزتها الشركة احتمال وجود إمكانيات هامة. وقد ابرز حفر بليكان 1إمكانية وجود طبقات متداخلة من الزيت الخفيف  مصنفة كخام خفيف بين التكوينات التي تحتوي الغاز. ويقدر بحوالي 33 مليار متر مكعب.

‌ز.       حقل فوكونه

أكتشف حقل فوكونه من طرف شركة دانا بتروليوم في شهر نوفمبر 2005 في المقطع 1 و يجري تقدير ه الآن.

تقدير الاحتياطات من النفط و الغاز في مياه الحوض الساحلي (انظر الجدول المرفق)

الشركات النفطية العاملة في موريتانيا وعقود التقاسم

‌أ.        الشركات العاملة في  الحوض الساحلي

شركة ودسايد

وقعت الدولة مع شركة ودسايد منذ عام 1998 أربعة عقود لتقاسم الإنتاج النفطي ثم باعت حصصها في المقاطع البحرية من 2 إلي 6 من الحوض الساحلي لشركة بتروناس  منذ أواخر 2007 وكانت تعمل مع شركاء من بينهم هاردمن  (التي باعت أسهمها لشركة تولو أويل) وبريتش غاز (التي باعت أسهمها لشركة كوفبك) بالإضافة إلي برايمر أويل و إينرجي آفريكا وبتروناس...

دانا بترو ليوم

شركة بريطانية للنفط والغاز تعمل في المقاطع البحرية 1 و 7 و 8 من الحوض الساحلي مع شركاء من بينهم هاردمن و غاز دو فرانس و وينترشال... و قد وقعت الدولة مع دانا بترو ليوم منذ عام 1999، ثلاثة عقود لتقاسم الإنتاج النفطي. وتتوفر علي أكثر من 50 رخصة لاستكشاف النفط و الغاز في أوربا (بريطانيا و هولندا) و في إفريقيا (غانا، موريتانيا، كينيا...) و في استراليا و في حوض سيبيريا.

التجمع الدولي للنفط(IPG)

هي شركة شكلها رجال أعمال موريتانيون (مجموعة محمد عبد الله ولد عبد الله) ومستثمرون روس و إنجليز. وقد وقعت عقدا لتقاسم الإنتاج النفطي علي المقطع رقم 11 في عام 2002.

M4  إينرجي و ب سيب إينرجي

وقعتا هاتان الشركتان التابعتان لمجموعة مارك مور إنرجي الماليزية، عقدا لتقاسم الإنتاج  في المقطعين  24 و 31 بتاريخ 12 فبراير 2007 . وتعمل هذه المجموعة في السنغال و مالي و نيجيريا و اندنوسيا و سلطنة عمان وكازاخستان.

مجموعة  تيلو أويلTullowOil

من أكبر الشركات النفطية التي دخلت إلي موريتانيا، بدأت سنة 2002 لكنها كانت مشاركة بنسب تتراوح بين 10و 20% في المقاطعC2 ;C10 ; و حقل تيوف وبندا في الجزء البحري من الحوض الساحلي.

حصلت تيلوTullow  مؤخرا (سنة 2012) على المقطع  C18   في الجزء البحري من الحوض الساحلي.

قدمت تيلوTullow  بعض الخدمات للدولة منها إنشاء محطة لتوليد الطاقة عن طريق الغاز. كما قامت بتكوين بعض عمال الوزارة و إعطاءهم منحا في بريطانيا.

‌ب.      حوض تاودني

شركتا  Petronas-Al Baraka

تم توقيع العقدين المتعلقين بالمقطعين  TA11 وTA12في 1 ابريل 2004 وهما أول عقود موقعة بالنسبة لحوض تاودني. و منذ ذلك التوقيع باعت شركة البركة 75% من حصصها في العقدين لشركةWoodside التي أصبحت المشغل و قد باعتWoodside حصصها لشركةPetronas منذ أواخر 2007 التي صارت هي المشغل الآن.

 

الشركة الوطنية الصينية للنفط  (CNPC)

هي شركة وطنية صينية للبترول. وقد وقعت في 6 سبتمبر 2004 عقدين لتقاسم الإنتاج في المقطعينTA13  وTA21 .

شركة توتالTOTAL

وقعت شركة توتال الفرنسية، التي هي إحدى شركات النفط الخمس الكبرى ، في27 يناير 2005 ، عقدين لتقاسم الإنتاج النفطي يتعلقان بالمقطعين     TA7 وTA8. وبعد المؤشرات المهمة التي حصلت عليها أثناء الأعمال التمهيدية الجيوكيميائية، باعت توتال 20% من حصتها لشركة سوناترم الجزائرية و20% لشركة قطر الدولية للبترول. حصلتTotalعلى رخصة جديدةTA29 في حوض تاودني السنة الماضية و بدأت أنشطة التنقيب هناك، حيث تقوم الآن بالأشغال الجيوفيزيائية، و تحديدا مرحلة المسح الزلزالي 2D.

شركة ريبسول

وقعت شركة ريبسول الاسبانية،في 26 يوليو 2005 عقدين لتقاسم الإنتاج النفطي يتعلقان بالمقطعينTA9  وTA10 .

وينترشال

وقعت الشركة الألمانية وينترشال يوم11 سبتمبر 2005  عقدين لتقاسم الإنتاج النفطي يتعلقان بالمقطعين 5TA  و 6TA .

شركة زافر

يوجد مقر شركة زافر الباكستانية في دبي وقد وقعت عقدا لتقاسم الإنتاج في المقطعTA29  في 21 ابريل 2006.

مجموعة  أحمد سالم بوغشمان

وقعت هذه المجموعة السعودية عقدين للمقاطعTA(14 ;36 ; 37) وTA(26 ;61 ;62 ;63) في يوليو 2006. وهي مشتركة مع الشركة الأنجلو-استرالية أنزون إينرجي ليميتد.

مجموعة هاي تيك بتروليوم

وقعت هذه الشركة السودانية عقدا للمقاطع 27; 69; 71)  TA(2 ;19 ; في 24 نوفمبر 2006. وتنشط مجموعة هايتيك السودانية في مجالات الصناعة النفطية و الطاقة  و المياه  و تعمل في عدة بلدان من العالم  مثل السودان والهند وجنوب افريقبا ة الصين وماليزيا و كازاخستان و ألمانيا و اسبانيا...

المراجع

        كتاب النفط والطاقة في موريتانيا لمحمد عالي ولد سيدي محمد وزير النفط الطاقة 2005/2007

        دراسة البعثة الاقتصادية في السفارة الفرنسية 8 مارس 2005

        دراسة التأثير البيئي، 2005، عالمة الأحياء ساندرا اكًلوف