Pierre D'Herbès: برخان: نتائجها وتحدياتها الجديدة

في وقت تُعقد قمة لمجموعة الخمسة للساحل في مدينة بو الفرنسية تثير قوة "برخان" الفرنسية أزمة شرعية لدى الرأي العام في بلدان المنطقة. على الرغم من أننا شهدنا زيادة في الهجمات منذ عام 2018 فإن عمل الجيش الفرنسي لا يزال على مستوى الأهداف المحددة منذ نهاية سيرفال في عام 2014.

برخان هي عملية طويلة الأجل. الهدف منها هو تجنب تصاعد "الإرهاب" الإسلامي في قطاع الساحل والصحراء وانتشاره على المستوى الإقليمي كما كان الحال في شمال مالي في عام 2013 مما اضطر فرنسا إلى التدخل.

"برخان" تعمل في مسرح عمليات معقدة، تمتد أبعادها من موريتانيا إلى تشاد عبر مالي وبوركينافاسو والنيجر. إنها منطقة تعادل مساحة أوروبا وذات مناخ قاسٍ وديمغرافيا معقدة يتقاطع فيه المنطق الإثني والديني. يكمن التحدي الذي تواجهه "برخان" في عدو متحرك وحازم للغاية بالإضافة إلى تحسين الحوكمة بلدان المنطقة وتقوية أدواتها العسكرية.

ولتحقيق هذه الأهداف تنشر عملية "برخان" حاليًا 4500 جندي و 600 مركبة - نصفها مدرعة - بالإضافة إلى حوالي 40 طائرة بما في ذلك 20 طائرة هليكوبتر. وتبدو هذه الأرقام قد تبدو متواضعة في ضوء حجم مسرح العمليات كما يمكن مقارنتها بالعدد المحدود نسبيًا من الجماعات الإرهابية المسلحة والتي تقدر بنحو 4000 مقاتل.

ومع ذلك حقق الجيش الفرنسي حتى الآن نتائج كبيرة: فمنذ عام 2014 تم تحييد ما يقرب من 700 من الجهاديين بموادهم وذخائرهم ومركباتهم.

يتم الرد على هجمات الجماعات "الإرهابية" المسلحة التي تستمر دائمًا مع بعض النكسات التي تحصد أفرادا من الجيوش المحلية أو السكان المدنيين. لكن الأسباب لا تعود لفعالية "برخان" بقدر ما هي تطور القوى الجهادية. منذ عام 2018 ومع توافد المحاربين القدامى من سوريا تمكنت هذه القوات من شن هجمات أكثر تعقيدًا وعدة.

 

كما أنها لا تزال تستفيد من عدم الاستقرار الذي تعرفه أراضي بعض دول الساحل ولاسيما مالي وبوركينافاسو ومحيطها مثل ليبيا. لقد عرف الجيش الفرنسي بالفعل كيف يتكيف وزادت قواته بمقدار الثلث تقريبًا. فقد كان يتكون من 3000 جندي و400 مركبة في عام 2014. بالإضافة إلى ذلك تحتفظ القوات الفرنسية بالتفوق الجوي وبالتالي فإن ميزان القوى هو دائمًا لصالح قوة الساحل و"برخان".

يهتم الجيش الفرنسي كذلك بتحديات بالتعاون مع جيوش الساحل  وتقويتها، فهي الضمانة الوحيدة للاستقرار الإقليمي طويل الأمد. ما زالت الإنجازات متفاوتة لكن الجيش الفرنسي تمكن من تدريب 11 ألف جندي منذ عام 2014 وتخصيص 45 بالمائة من موارد التدريب الدولية لغرب إفريقيا مما يدل على استثماراته في المنطقة.

لقد بدأت النتائج في الظهور حيث نفّذ الجيش الفرنسي والقوات المالية في الآونة الأخيرة عمليات مشتركة مكّنت من تحييد العشرات من الجهاديين وتأكيد سلطة الدولة المالية في المنطقة. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكن النتائج الممتازة للجيوش التشادية والموريتانية تبعث على التفاؤل.

ترجمة موقع الصحراء

المتابعة الأصل اضغط هنا

اثنين, 20/01/2020 - 08:19