نزار وبلقيس

حبيب الله ولد أحمد

بكى العراقيون ونزار يقصف قلوبهم وعواطفهم 
(اكل الحب من حشاشة قلبى 
والبقايا تقاسمتها النساء)
يعرف العراقيون المولهون بالمشاعر أن بلقيس كانت كل نساء نزار
رق العراق الرسمي لحال نزار هذا الذى يحمل فى شعره شمسا أشرقت فى دمشق وغربت فى غرناطة 
هذا الذى حمل لقاعة الإلقاء ورودا وشذى وطيرفيها عصافير الربيع 
هذا الذى ألقى الشعربقلبه لابلسانه وذلك أضعف الإيمان بالحب 
نعم وصلت للرسالة والعراقيون رغم النار والدمار ووجه التاريخ العبوس شعب من العشاق 
عين الرئيس أحمد حسن البكروفداحكوميا ارسله لحازم الراوى والدبلقيس ليجمع نصف 
 القلب السوري الممزق بنصفه العراقي الجريح 
هي إذن إرادة شعب وقيادة وأمة 
لم يتردد والدبلقيس فالحب هومثل الأمة العربية له رسالة خالدة 
انتصرالحب واخضرت سنابل سنوات الفراق السبع العجاف عندما هزمت عين العراق البصيرة فاء الفراق الشريرة 
جمع الشمل وجمع العصفوران أعواد العش ليطيرا بسرعةالى عاصمة الفل والياسمين وبلاد الطيور والصباحات الباذخة لبنان 
مضت حياتهما كماتمضى حياة عشاق يلتقون بعدفرقة دهر بين الانهر السبعة والحورالعين 
(ايقظتنى بلقيس فى زرقة الفجر 
وغنت من العراق مقاما 
بسطت شعرها الطويل كنهرديالى 
هل رايتم شعرايقول كلاما )
أصبح شعرنزارغالبا بلقيسي النبرة 
نزار يستخدم المرأة فى شعره شعرا وانوثة 
 للتعبير عن معان أخرى بعضها جراح العرب وبعضها حزن فلسطين ومع ذلك فبلقيس سكنت شعره كمايسكن الماء النمير قلب الصحراء 
فجأة تغيروجه الدنيا واسود وعربد وصرخت فى وجه نزار وبلقيس هذا الحب يجب أن ينتهى 
فجر متطرفون شيعة غاضبون لايران سفارة العراق فى بيروت ذات نحس عربي ومعها نسفوا عرش ملكة سبأ وتاريخها الجميل 
ذهبت بلقيس تعلقت بغيمة بيضاء ورحلت عن حطام السفارة ملاكا ملأ الأرض حبا وعطرا وشعرا
فى قلب نزار اتسع الحرج وابتلت العروق دما هوفى الأصل دمع 
انفجرفى قلبه بركان شعر وغضب ومرارة 
فكانت( بلقيس ) امرأة عشقها وزوجة أحبها وقصيدة كتبها مدى الزمان 
(بلقيس كانت أطول النخلات فى أرض العراق 
كانت اذاتمشى ترافقها طواويس وتتبعها ايائل)
كان كل حرف فى بلقيس القصيدة ملحمة
(سبأ تفتش عن مليكتها 
فردى للجماهير التحية)
كانت فواصلها مفاصل الم وتوجع 
(بلقيس ياوجعى 
وياوجع القصيدة حين تلمسها الأنامل )
بكائية لم يعرف لها شعرالعرب مثبلا إلا عند ابن الحسين وتماضر ومالك ابن الريب
(اترى أخطأت يوما إذ نقلتك من ضفاف الاعظمية)
قصيدة حب بدأ حزينا وانتهى حزينا
بها غضب وبها عتاب وشجن وذكرى وجلدلحاصرالعرب وتقذيع لابى لهب
(بلقيس ليست هذه مرثية 
لكن على العرب السلام)
قصيدة صاخبة بالأسى والجراح والوداع 
(نامى بحفظ الله أيتها الجميلة 
والمعلمة الأصيلة 
فالشعر بعدك مستحيل 
والأنوثة مستحيلة)
ماتت بلقيس تبعها نزار ومن نهاية قصتهما ونحن ننتظر الشعر والأنوثة صوتا وجلبة وشعرا لايغيب

سبت, 18/01/2020 - 18:26