Marc-Antoine de Montclos: المأزق الفرنسي في الساحل

بدا جليا في قمة بو أن قوة برخان لم تعد قادرة على احتواء ما يسمى بالتهديد "الجهادي". ولمواجهة هذا التحدي أعلنت فرنسا عن إرسال 220 رجلاً إضافياً سيعززون حوالي 4500 جندي تم نشرهم بالفعل على الأرض بالإضافة إلى إنشاء قيادة مشتركة مع قوة مجموعة الخمسة للساحل كما سيحصل الجيش الفرنسي أيضًا على دعم القوات الخاصة الأوروبية لعملية تاكوبا. 

جنود إضافيين؛ إجراء غير كافٍ إلى حد كبير

تبدو هذه "التعزيزات" رمزية للغاية ولن تحل المشكلات الأساسية التي يتسبب فيها حركة المتمردين بسهولة عبر الحدود التي يسهل اختراقها. على الرغم من إعادة تركيزها على منطقة محدّدة فإن قوة برخان الجديدة لا تعدو كونها إثارة للغبار، بالنظر إلى عددها المحدود قياسا على منطقة الساحل. 

ومع ذلك فإن زيادة عدد الجنود المشاركين في منطقة الصراع ليس حلاً بحد ذاته، فلا يوجد رابط ميكانيكي بين حجم الجيش والنتائج التي يتم الحصول عليها على الأرض. وبالتالي ، فإن الدول في المنطقة الأقل تأثراً بالهجمات الجهادية وبالتحديد تشاد وموريتانيا ، هي بالتحديد تلك التي تضم أقل نسبة من الجنود للفرد. بالطبع، فإن الجيش يلعب دورا كبيرا على الساحة السياسية في هذه البلدان منذ نهاية الديكتاتوريات العسكرية في منطقة الساحل بانتهاء الحرب الباردة. ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها. فقد تمكنت موريتانيا، على سبيل المثال، من نزع فتيل دعوات الجهاديين للثورة ولا يزال يشتبه في أنها تهادن أو حتى تتواطؤ مع المتمردين من خلال السماح لهم بالتنقل على أراضيها في مقابل معاهدة عدم اعتداء متبادل.

على المستوى العسكري الصارم، نعلم أيضًا أن مستوى التسليح وعدد الرجال المشاركين في القتال ليس دائمًا العامل الحاسم في النصر خاصة ضد عدو غير مرئي في ما يسمى الحروب غير النمطية. فالانضباط والتنسيق ومعنويات القوات ودعم السكان والتصميم السياسي للقادة أكثر أهمية بكثير. ومع ذلك فكل هذه النقاط تفتقر إليها الجيوش التي دمرها الفساد والمحسوبية والإفلات من العقاب بحكم الواقع. وهو ما يسمح لهم باسم الحرب على الإرهاب بتعبئة رجال الميليشيات وقتل المدنيين دون قلق. 

ترجمة موقع الصحراء

المتابعة الأصل اضغط هنا

أحد, 26/01/2020 - 10:40