ملاحظات سريعة على حديث ولد بوعسرية

عبيد اميجن

هذه بعض الملاحظات السريعـة، والتي تولدت عفو الخاطر بعد مقابلة قناة الموريتانية مع المندوب العام للمندوبية العامة للتضامن الوطني ومحاربة الإقصاء "تآزر"، أوردها في ثمان نقاط أساسية :
1- قدم المندوب العديد من الآمال المفيــدة والواعدة لمن يهتم كثيرا باوضاع الفئات المستهدفة ببرامج مندوبيته وخاصـة الأوساط القروية والريفية والحضرية وهي أوساط تعرضت للاستغلال المتكرر والممل من قبل المدير العام لوكالة التضامن الذي كان يدمن في سفرياته وجولاه على جمعها وتحشيدها كأداة سياسية يجب توثيق ولائها عبر لقطات تلفزية مستفزة وبلا عائد تنموي، وبعد ذلك كانت وكالته تختفي  دون ترك أي اثر اقتصادي أو اجتماعي او مرفقي مستدام وناجع ومفيد.

2- العرض الذي قدمــه هذا المساء المندوب العام الجديد محمد محمود بوعسرية خلال مقابلته مع الصحفية طيبة الغوث جيد لا يمكن اخذه بعين الاعتبار الا اذا كانت وعوده بمعالجــة الاقصاء والفقر المدقع والمرض متوافقــة مع التغيرات الواجب حصولها داخل مؤسسته وفي المقاربات التنموية.

3- يعددُ ولد بوعسرية العديـد من الوعود الجيدة والمنطقية (تكافل، الشيلة ، تأزر ..)، لكــنه لا يتحدث على الاطلاق عــن كيفية اشراك الفئات المستهدفة والمكونات المنكوبـة بفعل الاقصاء، كما لم يقدم فكرة واضحة عن تقييم أثر هذه المؤسسات على المجتمعات المستهدفة.

4- يتحدث المندوب العام عن شركاء متعددون لبرامجه مندوبيته (الدولة ، البنك الدولي والقطاعات الوزارية والجهوية) لكنها يتغاضى عن دور المجتمع المحلي كالتعاونيات والجمعيات القاعدية واتحاديات المقاولات المحلية، فهل هذه الجهات مستبعدة من جهته؟

5- تكشف المقابلة عن اخفاقات وعثرات عديــدة اتمنى ان يتم تلافيها سريعا، وخاصـة فيما يتعلق بإعداد الدراسات الكمية والكيفية والتي بإمكانها وحدها معرفـة احتياجات السكان الفعلية والأولويات الأساسيــة لديهم، وهي معلومات ومؤشرات لا يمكن جلبها فقط من لدن الإدارة المحلية والسلطات الأمنية.
 
6- بعض الخيارات التشاركية يمكنها المساعــدة على تحقيق المنجزات المأمولة كمستوى اشراك الفئات المستهدفة في عملية التسيير والترشيد.

7- للتقليل من جائجة الغبن والاقصاء، يجب على المندوبية الجديدة الابتعاد عن محاولة التقرير بإســم المستهدفين والتلاحــم معهم مباشرة وليس عبر الوسطاء التقليديون.

8- لم يتحدث المندوب العام عن طبيعة اشراك المقاولين المنجدرين من الفئات المغبونة في الأشغال والاعمال والورش التي تستهدف مجتمعاتهم، فإشراك هؤلاء يقلل من الفقر ويؤدي لاحقا الى صنع طبقة من رجال الاعمال الجديد.

عبيد اميجن
اعلامي، ورئيس منتدى الأواصر للتحاور

خميس, 20/02/2020 - 09:36