الله أدرى بعباده ...إنه جاء للموعظة

عبد الفتاح ولد اعبيدن

عندما فتحت للناس الفرصة سانحة لسلوك طريق الخير،اختار أغلبهم أن يملأ هذه الأرض ظلما و لهوا و لعبا و تكبرا و استهزاءا، بكل قيم الأخلاق و الفضيلة و المسالمة.
أما اليوم بعد نزول هذا البلاء، الذى جاء للاختبار و الموعظة،فهاهم خائفون كالجرذان،لا يدرون إلى أي شعب يهرعون،خوفا من مخلوق ضعيف مجهري،ضعيف البنية ظاهريا،شديد الفتك عمليا،يحصد ضحاياه يوميا بالآلاف فى أصقاع العالم،خصوصا،فى ديار الكفر العاتية و غيرها.
تجاهلوه فى البداية،فاستفحل و ظهر و اتسع و عض بأنيابه، عضة المنتقم الغضبان،حتى سالت الدماء و تكاثرت النعوش، و ما عاد لديهم وقت، لدفن موتاهم،و العياذ بالله،فهل من مدكر؟!.
أما ديار المسلمين، بعد أن ملأها بعض فساقها ظلما و جورا و تعطيلا لشرع الله، و تنكيلا بحرمات الله، و نصبت المشانق للحق،فى صورة شخوص و قيم، و كادت السكينة أن تبيد، و تغلب صوت المال و الشهوة و العربدة،خرج عليهم ضحى يلعبون،فما ترك فيهم من منشغل عنه،إلا مشغول بالخوف منه،قبل الخوف من خالقه،مع العلم أن حامل الخطر المخوف، مخلوف ضعيف هزيل،جاء لمهمة محدودة معلومة عند الله وحده،لعل بعضها الموعظة،و لعل وعسى أن ترجع بعض الموازين المعطلة المختلة إلى نصابها أو بعض ذلك.
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه،فهل أنتم مستغفرون مسارعون، أوبة و توبة إلى الله؟!.
إن الخوف الذى يسير فى عروق بعضكم،هو  عين البلسم و الدواء،فبعض الدواء مر علقم،مثل الصبر مر فى مذاقه، حلو فى عواقبه و خواتمه.
اللهم سلم ...سلم،اللهم سدد و قارب و أستر و ارحم و تجاوز،يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين،يا رب العرش العظيم.
إن من سنة الله، التخويف للموعظة و الرجوع إليه،فإن لم ينفع ذلك بعض عباده، ازدادت الجرعة.
فالله أدرى بعباده،فكما يسوس و يدبر أحوال و أدواء قلوبهم و هواجسها بالنعمة،يداويها و يقربها و يقودها إليه أحيانا بالاختبار و صنوف الابتلاء،و أما الكفار، فمصيرهم بعد الإصرار على الظلم و العتو، الانتقام الرباني الماحق.قال الله جل شأنه:"و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا".
و لله فى خلقه شؤون!.
و لم يأت "الكورونا" و يصول و يجول فى بعض الديار،إلا بعد أن انتشر فيها الظلم و دحر العدل و كادت الفوضى أن تسود،فلا تستعجلوا الجندي المجهول عن مهمته و خطته،إنه هو مأمور،و تصدقوا و تراحموا و استغفروا و فروا إلى الله، تأمنوا و تسلموا و تغنموا،بإذن الله،و لا حول و لا قوة إلا الله.

أحد, 29/03/2020 - 10:01