ما بعد الكورونا من سنكون؟

نادية الخالدي

عند ساعة النهاية الآتية لا محالة بإذن الله لهذه الأزمة الغريبة من نوعها، تُرى من سنكون بعد الكورونا؟
هل سنكون أسرى صدمتها وسجناء خوفنا منها، فنخرج منها باضطراب نفسي يدعى اضطراب ما بعد الصدمة ولا أظن أننا بهذا المنعطف، أو حتى بمحاذاته، أم سنكون آخرين نحذو حذو فرانكل في ايجاد المعنى للحياة، وهو الأقرب لوعينا الآن. وبين هذين الانقسامين والكثير من الانقسامات المُحتملة، أجد أن الفلسفة النفسية لتصوري عنا هي إيجاد المعنى.
سنكون كالآتي، سنجد قيمة لحياتنا لم نستشعرها من قبل، وهي قيمة الحياة ذاتها. سلوكياً، سيتغير سلامنا لبعضنا، قد يعود القليل كالسابق ولكن سيتغير الكثير منا. سيكون التعقيم أمراً مهماً في حياتنا، وجزءاً لا يتجزأ من تفاصيلنا اليومية، فقد اعتدنا على ذلك.
أما السعادة فستجد معناها بيننا وستعاد من جديد لحياتنا بتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة. سنشعر بقيمة وظائفنا ونقدس ساعات عملنا. ونمتن لوقت النزهة، ونشكر الله دوماً على الصحة.
سنحب الجمعات العائلية ونستشعر أهميتها جداً، وسنقدس لحظات السفر ونستشعر جمال الحرية في الذهاب والعودة.
ومن عدسة أخرى أعتقد أننا لن نستحسن قرب المسافات بيننا، فعقولنا وضعت مسافة المتر كبرمجة سلوكية لأجسادنا، قد يتحرر منها الكثير ولكن سيظل قليل منا محافظاعلى ذلك.
سنقترب من عائلاتنا أكثر، ونحترم الوقت بشكل أكبر، سنعرف قيمة أنفسنا وقيمة كل من ضحى لأجلنا، سنحترم الصفوف، ونقدر الظروف، سنتعلم الصلابة النفسية وكثيرا من القيم الحياتية. سنكون رائعين جداً، راقين، صبورين، وقنوعين.
سنقص هذه القصة كثيراً وننتجها إعلامياً، سنوثق بطولات الصفوف الأولى، ونحفظ صغارنا مشاهد تضحياتهم لنا، سنفتخر أكثر بوطننا ونُشهد العالم على جسارتنا وشجاعتنا وتعاوننا.
والأهم من كل ذلك سنحتاج لقلب آخر لنحب الكويت أكثر من حبنا لها، وبشكل أكبر.
إلى ذاك الحين، نلتقي بخير.

* نقلا عن "الراي"

اثنين, 30/03/2020 - 13:13