التوتر وفعالية جهاز المناعة

أكمل عبد الحكيم

من أهم سبل تقوية جهاز المناعة، أو على الأقل تجنب إضعافه، خفض مستوى التوتر اليومي. فمنذ عقود أصبح ثابتاً أن التوتر النفسي يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة والمعدية على حد سواء، حيث يزيد التوتر من إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما يضعِف بدوره من فعالية جهاز المناعة، ويحد من كفاءته في مقاومة العدوى.
وبما أن الاسترخاء هو الترياق المضاد للتوتر، فعلى الشخص أن يتعلم مهارة الاسترخاء، من خلال تحديد الظروف والنشاطات التي تساعده على الاسترخاء. مثل التحدث مع أفراد الأسرة والأصدقاء، أو مشاهدة برنامج أو فيلم كوميدي، أو ممارسة الرياضة، أو الاستماع لنوع الموسيقا المحببة. ومثل هذه التدابير والإجراءات مرتبط بالشخص وميوله، وبالتالي عليه تحديد ما الذي يساعده على الاسترخاء، وتخصيص بعض وقته خلال اليوم لممارسة تلك النشاطات بشكل منتظم ودوري.
وجدير بالذكر أن المقصود بـ«التباعد الاجتماعي» هو التباعد الجسدي، وعلى العكس مما يفهم البعض، فربما يتوجب علينا خلال الظروف الحالية زيادة التواصل الاجتماعي (غير المباشر) بالاعتماد على وسائل التقنية الحديثة، حيث توجد العديد من البرامج المجانية التي تسمح بالتواصل مع الآخرين، داخل نفس المدينة أو البلد، أو حتى عبر القارات والمحيطات، والتي أصبح ينصح باستخدامها بشكل متكرر ومنتظم، خصوصاً خلال فترات العزل أو البقاء في المنزل لفترات طويلة. وتتيح العديد من هذه البرامج مشاركة جميع أفراد العائلة من مدن وبلدان مختلفة في الوقت نفسه، أو تجمع مجموعة كبيرة من الأصدقاء للدردشة وتبادل النكات والمحادثات. بل قد يذهب البعض إلى مشاهدة أفلام كاملة مع الآخرين في الوقت نفسه، أو تجهيز وجبة شهية في مطبخ أحد أفراد العائلة، بمشاركة الآخرين، وربما أخذ مقترحاتهم في المكونات والطريقة. وينبغي ألا ننسى المناسبات العائلية، مثل حفلات أعياد الميلاد، والتي يمكن أن تقام بمشاركة العديد من الأطفال عبر كاميرات الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية. وبما أننا أصبحنا على أعتاب الشهر الكريم، فيمكن كذلك تناول وجبة الإفطار معاً، وتمضية السهرات الرمضانية المحببة لقلوب الجميع، حتى ولو عن بُعد.. فكل ذلك مما يساعد على تخفيف التوتر، ورفع فعالية جهاز المناعة.

* نقلا عن "الاتحاد"

جمعة, 03/04/2020 - 15:27