تحويل آيا صوفيا إلى مسجد لا يخدم تركيا ولا المسلمين

رشيد الخيون

«تقرر أنَّ آيا صوفيا ستوضع تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية، وستفتح للصلاة». أنهى الرئيس التركي وأمين عام «حزب العدالة والتنمية»،، رجب طيب إردوغان بهذه العبارة، مناشدات دولية للإبقاء على «آيا صوفيا» خارج التجاذب الديني، وخصوصاً أنَّ العالم اليوم بحاجة إلى تقارب وتفاهم وحوار بين الأديان، لمواجهة المعضلات الكبرى التي تمر بها البشرية، وأولها كان المد الإرهابي، المبني على أُسس دينية، بعيدة من روح الأديان التي تعتقدها البشرية.

غير أن الرئيس التركي، وهو المنتمي إلى الإسلام السياسي، وتنظيم «الإخوان» اختار وقتاً خطيراً وغير مناسب لإصدار قرار مثل هذا. هذا القرار الذي يقوض فيه الجهود التي تقوم بها الدول الإسلامية والمنظمات الإسلامية لتقريب وجهات النظر، وإبعاد شبح الحروب، ومواجهة الإرهاب، وما تمر به البشرية اليوم من محنة وباء «كورونا» الذي تفشى حول العالم، وعطل الحياة، وشل اقتصادات العديد مِن الدول، إذا لم يكن أنها تضررت كافة، مع اختلاف الدرجات، وعلى وجه الخصوص الدول الفقيرة منه.

لهذا كان يجب أن تكون سياسات الدول مرتكزة على التعاون بين البشر، على مختلف الأديان والمذاهب، ومن المعلوم أن «آيا صوفيا»، بعمارتها المميزة والتاريخية أصبحت موقعاً دولياً عاماً، أدخلته منظمة «اليونيسكو» ضمن مواقع التراث العالمي، ويزوره سنوياً ما يقرب من ثلاثة ملايين ونصف المليون من مختلف أنحاء العالم.

هذا، إلى جانب أن تُركيا بلد مختلط، في أديانه ومذاهبه، منذ القِدم، ويعد المسيحيون جزءاً رئيساً من سكانها الأصليين، قبل قدوم العثمانيين بقرون عديدة، فتاريخ بناء الكنيسة يعود إلى النصف الأول من القرن السادس الميلادي، لذا كم تبعد هذه الخطوة التي قام بها إردوغان التفاهم والوحدة على أساس المواطنة بين الشعب التركي، وتشجر نار التباغض والكراهية بدلاً عن الحوار على أساس إنساني، وما تلتقي به الأديان لصالح البشرية جمعاء، ومِن المعلوم أيضاً أن مبنى «آيا صوفيا» كان كنيسة شيدت في النصف الأول من القرن السادس الميلادي، وظل كنيسة حتى سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين في عام 1453م، ويومها حوله العثمانيون إلى مسجد.

إن تحويل الكنيسة بالأساس إلى مسجد مخالف للشريعة الإسلامية وممارسات المسلمين الأوائل. يقول قاضي القضاة أبو يوسف (ت 182هـ)، في كتابه «الخراج» الذي كتبه بطلب من الخليفة هارون الرشيد (ت 193هـ) في شأن الموقف من الكنائس بعد الفتح: «وأما ما سألت عنه يا أمير المؤمنين، مِن أمر أهل الذِمة، وكيف تُركت لهم البيع والكنائس في المدن والأمصار، حين افتتح المسلمون البلدان، ولا تُهدم، وكيف تُركوا يخرجون بالصّلبان في أيام عيدهم». (كتاب الخراج، بيروت: دار المعرفة، ص 138). وهذه هي القاعدة التي سار عليها المسلمون عند الفتوح، ولولا هذه القاعدة تجاه غير المسلمين ما استقرت الدول، ولا نمت، ولا عرفت التسامح والسلم طوال هذا التاريخ.

فعندما دخل المسلمون إلى إيلياء، وهي القدس، لم يستولوا على كنيستهم، وظلت للمسيحيين حتى يومنا هذا، إلى جانب أنه شُيد مسجد بجوارها ولم يؤثر في بقائها، حيث صلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه. يقول ابن خلدون (ت 808هـ) في فتح بيت المقدس أو إيلياء مثلما كانت تُسمى عبر التاريخ: «ودخل عمر بن الخطاب بيت المقدس، وجاء كنيسة القيامة فجلس في صحنها، وحان وقت الصلاة فقال للبطريرك: أريد الصلاة، فقال له: صلِ في موضعك، فامتنع وصلّى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً. فلما قضى صلاته قال للبطريرك: لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي وقالوا هنا صلّى عمر، وكتب لهم ألا يجمع على الدرجة للصلاة ولا يؤذن عليها». (ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومَن عاصرهم مِن ذوي الشأن الأكبر، بيروت: دار الفكر 2000. ج 2، ص 268). يُذكر أن تسمية الكنيسة بـ«كنيسة القمامة»، حصل قبل مجيء المسلمين، فضمن النزاع بين اليهود والمسيحيين، كانت تُرمى القمامة عليها، فصحف اسمها وهي أساساً كنيسة القيامة، وحتى هذا اسمها، حيث قيامة السيد المسيح منها.

وبهذا يتضح أن قرار الرئيس التركي ليس له علاقة بقواعد الإسلام في هذه الممارسة، وإنما جاء ليخدم التطرف عند الجانبين: الجماعات الإسلامية التي ترى في مثل هذه القرارات غير المحسوبة، وكأنها جاءت لتغذي فكرها المتشدد، ومن جانب آخر أن هذا القرار سيزيد احتقان الجماعات المتعصبة دينياً وعرقياً الأوروبية أو المسيحية حول العالم، ضد المسلمين، ونعتقد أن حادثة الهجوم على مسجد نيوزيلندا ما زالت شاخصة أمام الأنظار، نقول هذا، لأننا في زمن لم تعد المسافات ولا الحدود مانعة من الاختلاط بين البشر، فملايين المسلمين يقيمون في الغرب، وهم منتشرون في مختلف بقاع العالم المسيحي، فكم ستوفر هذه الخطوة من مجال للكراهية في النفوذ إلى العواطف هناك.

كذلك سيطول الضرر ملايين الأتراك مِن المسلمين الذي يقيمون بأوروبا وأميركا وبقية العالم المسيحي، ولهم مساجدهم على مختلف مذاهبهم، أليس هناك خشية مِن هذا الفعل على حياتهم قبل غيرهم هناك، فهذا العصر ليس عصر الغزوات والتعنت الدِيني والمذهبي، إنما عصر الحوار لأجل التَعايش.

نأتي على مثل من التاريخ، كيف أن ممارسة أحد الحكام سابقاً أدت إلى خراب مصر، والتضييق عليها من قبل الروم، وبعد حين أصبحت أحد أسباب الحروب التي عُرفت بالصليبية، حيث استغل متعصبو أوروبا المسيحية آنذاك وأضمروا ما حصل لكنيسة القيامة في القدس على يد الحاكم بأمر الله الفاطمي (قُتل 412هـ)، وأعطوا الذريعة للحروب الصليبية التي دامت مدة طويلة على شكل حملات. يقول ابن الأثير (ت 630هـ): «وفيها (398هـ) أمر الحاكم بأمر الله، صاحب مصر، بهدم بيعة قمامة، وهي ببيت المقدس، وتسميها العامة القيامة، وفيها الموضع الذي دُفن فيه المسيح - عليه السَلام - فيما يزعم النَصارى، وإليها يحجّون مِن أقطار الأرض، وأمر بهدم البيع في جميع مملكته، فهُدمت». (الكامل في التاريخ، بيروت: دار صادر، ص 208 - 209).

كذلك أكد ابن تغري بردي (ت 867هـ): «وفيها (398هـ) هدم الحاكم بيعة قُمامة التي ببيت المقدس وغيرها من الكنائس بمصر والشَام، وألزم أهل الذّمة بما ذكرناه في ترجمة الحاكم». (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، القاهرة: دار الكتب المصرية 1933. ج 4 ص 218).

أما المقريزي (ت 845هـ)، فيُشير إلى تصرف آخر ارتُكب بعد الذي ارتكبه الحاكم بأمر الله، أي في السنة 447هـ، وسبب المتاعب لمصر في حينها، وهو ما يخص الكنيسة نفسها ببيت المقدس، وراكم ما فعله الحاكم بأمر الله، على تقوية الشعور ضد المسلمين، حيث الحروب الصليبية وحملتها الأولى، بعد أربعة عقود من ذلك التاريخ (489هـ - 1096م)، ولم تنتهِ إلا سنة 690هـ - 1291م، وكانت حرباً دينية فظيعة: «وخطب للخليفة القائم بأمر الله العباسي، فبعث القاضي القضاعي إلى المستنصر يخبره بذلك فأرسل إلى كنيسة قمامة في بيت المقدس وقبض على جميع ما فيها وكان شيئاً كثيراً من أموال النصارى، ففسد من حينئذ ما بين الروم والمصريين حتى استولوا على بلاد الساحل كلها، وحاصروا القاهرة، كما سيرد في موضعه إن شاء الله تعالى، واشتد في هذه السنة الغلاء، وكثر الوباء بمصر والقاهرة وأعمالها إلى سنة أربع وخمسين وأربعمائة، فحدثت مع ذلك الفتنة العظيمة التي خرب بسببها إقليم مصر كله». (المقريزي، المواعظ والاعتبار، بيروت: دار الكتب العلمية، ص 158).

لم ينظر الحاكم بأمر الله، مثلما لم ينظر محمد الفاتح العثماني (ت 1481م)، وأخيراً رجب طيب إردوغان لما فعله عمر بن الخطاب، مع أهل إيلياء والإبقاء على كنيستهم، وهي حتى اليوم إلى جوار المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة في تضامن بين المسلمين والمسيحيين، فماذا لو تُركت آيا صوفيا متحفاً مثلما كانت منذ العام 1935م، يجتمع تحت قبتها البشر كافة، وقيل هي أقدم بناء تعلق عليه القبة، بفن معماري نادر من نوعه.

علق رئيس المذهب المسيحي الأرثوذوكسي البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، ومقره في إسطنبول، على جعل آيا صوفيا مسجداً: «تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيُثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم». ووردت اعتراضات دولية على هذا القرار.

ما يخص الاستيلاء على كنيسة آيا صوفيا، والاسم نسبة إلى قديسة شهيرة اسمها «صوفيا»، تم من دون تفاوض مع المسيحيين مِن قساوستها، إنما كان استيلاء بالقوة، يقول المؤرخ العثماني أحمد بن يوسف قرماني (ت 1610م): «ولما دخل السلطان المدينة سارع بالتَوجه إلى كنيستها العظمى آيا صوفيا، فدخلها وطهرها مِن خبائث الكُفر، وصلى فيه، ودعا إلى الله وحمده وأثنى عليه، وجعلها مسجداً جامعاً للمسلمين، وعين له أوقاف ومراتب». (قرماني، أخبار الدُول وآثار الأُول في التَاريخ، تحقيق: أحمد حطيط وفهمي سعيد، بيروت: عالم الكُتب 1992 ج 3 ص 31).

حصل ذلك بعد أن أعلن محمد الثاني بن مراد خان، والذي عُرف بالفاتح، مناديا «ينادى أن الغنائم كلها لهم (جيشه)، ويكفيني فتح المدينة، فلما بلغهم ذلك بذلوا جهدهم واجتهدوا حتى يسر الله لهم فتح المدينة» (المصدر نفسه، ص 30). جاء ذلك بعد أن «شاهد العي والفتور من العسكر في الحصار» (المصدر نفسه). فقد طال الحصار من بداية أبريل (نيسان) وحتى نهاية مايو (أيار) 1453 أي في العشرين من جمادى الأولى 857هـ، وقد صادف سقوط القسطنطينية يوم الأربعاء من التاريخ المذكور، وقد دام الحصار 51 يوماً.

يؤكد المؤرخ قرماني، وهو مثلما تقدم عاش أوج قوة العهد العثماني، أن المدينة في نهاية الحصار قد سُلكت قلعتها لمحمد الفاتح، يقول: «ولما دخل المسلمون إلى مدينة قسطنطينية أرسل صاحب غلطة (هكذا وردت) مفتاح القلعة ففتحت، ودخلها المسلمون، وتسارعوا إلى مسجدها القديم» (المصدر نفسه).

كذلك يقول ول ديورانت (ت 1981)، وهو أكثر المؤرخين الغربيين الذين أنصفوا الإسلام والفكر الإسلامي، وتحدث في «قصة الحضارة» عما حصل في يوم سقوط القسطنطينية والاستيلاء على الكنيسة، فلم يكن بتفاوض ولا شراء، ولم يتركها لأهلها، حسب تعاليم الإسلام مثلما فعل العديد من خلفاء المسلمين مع الكنائس الكبرى، فقال: «وقتل المنتصرون الألوف، حتى توقفت كل محاولة للدفاع. ثم بدأوا النهب والسلب الذي يجنح إليه الظافرون والذي طال تعطشهم إليه، وأخذ كل بالغ ينتفع به في العمل غنيمة، واغتصبت الراهبات كغيرهن من النسوة في ثورة من الشهوة لا تعرف التمييز، ووجد السادة والخدم من المسيحيين بعد أن زال عنهم الكساء الذي يدل على مكانتهم، أنفسهم متساوين فجأة في العبودية التي لا تمييز فيها وكبح جماح النهب والسلب هوناً ما، فعندما رأى محمد الثاني رجلاً مسلحاً تدفعه عاطفته الدينية يتلف الممر الرخامي لكنيسة القديسة صوفيا، ضربه بسيفه الملكي الأحدب، وأعلن أن كل المباني يجب أن تصان لتكون غنيمة ينظمها السلطان» (ول ديورانت، قصة الحضارة)... «وحولت كنيسة القديسة صوفيا إلى مسجد بعد التطهير المناسب، فأُزيلت عنها كلذَ الأمارات المسيحية، وطليت فيسفساؤها بالبياض، ونسي ما كان عليها خمسمائة سنة، وصعد مؤذن في نفس اليوم الذي سقطت المدينة فيها أو في يوم الجمعة التالي له، إلى أعلى برج من أبراج آيا صوفيا ودعا المسلمين للصلاة فيها جماعة لله النَاصر، وأدى محمد الثَاني فريضة الصلاة في أشهر مزار في العالم الإسلامي» (ول دورانت، قصة الحضارة، ترجمة: عبد الحميد يونس، جامعة الدول العربيّة - الإدارة الثَقافيّة 23 ص 37 - 38).

صحيح أن سقوط قسطنطينية كان فاجعة للعالم المسيحي، لكنه في الوقت نفسه جاء بفائدة لأوروبا، والغرب بشكل عام، حيث هاجر العلماء والفنانون منها إلى إيطاليا وفرنسا (المصدر نفسه 23 ص 38)، وهناك انتعشت النهضة الفكرية والفنية، بينما ظلت قسطنطينية والتي تبدل اسمها إلى «إسلام بول»، ثم إلى إسطنبول، متأخرة على أوروبا.

يفهم المتطرفون هذه الخطوة أنها لصالح الإسلام، وانتصار مبين، لكنهم يجهلون أنها تخالف مصلحة الإسلام والمسلمين، فالمصلحة اليوم في الحوار بين البشر، وفي المقدمة يأتي حوار الأديان، خصوصاً بعد ممارسات الإرهاب من جماعات متطرفة. إلى جانب ما يفهم من خطوة إردوغان أنه يبحث عن تأييد وتضامن، وخصوصاً بعد وقوف تركيا مع الجماعات المتطرفة، مِن قِبل الإسلام السياسي، وهي خطوة أراد بها ملامسة عواطف المسلمين وكسب تأييدهم في إقامة حلم الخلافة الإسلامية، كوريث للإمبراطورية العثمانية، وكانت الخطوة الأولى تأسيس حرس عثماني يحف به كسلطان، وهذا ما نادت به شخصيات من الإسلام السياسي.

لقد أخذ الرئيس التركي يلهج بتحقيق الحلم العثماني، في الآونة الأخيرة، الذي يستند إلى فكرة الإسلام السياسي التي يحملها، فتجده يقول: «تركيا أكبر مِن تركيا الحاليّة، لذلك لا يمكن أن نكون محاصرين في 780 ألف كيلومتر مربع. لأن حدودنا الجسدية والقلبية مختلفة، قد يكون إخواننا بالموصل وكركوك والحسكة وحلب وحمص ومصراتة، وسكوبي، والقرم والقوقاز جميعها قد تكون خارج حدودنا الفعلية، لكنهم ضمن حدودنا العاطفية. سنتصدى لأولئك الذين يحاولون تحديد تاريخ تركيا وأمتنا بتسعين عاماً. سنتخذ كلّ التدابير، ونُعيد النَظر في الكتب المدرسية». (المرصد، يوتيوب). وبهذا يتأكد أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد ليس المقصود به الإسلام والمسلمين، إنما ليكون رمزاً للخلافة العثمانية، وجذباً لعواطف المتطرفين، وإلا ليس هناك أكثر ولا أوسع مِن المساجد بإسطنبول.

نقول في الختام، لسنا لائمين ما حصل في أيام الفاتح العثماني محمد خان، ولا ما مارسه سلاطين آل عثمان على العموم، فذلك زمان يصعب محاكمته بأدوات عصرنا الحاضر، لكن على ما يبدو أن الرئيس إردوغان لا يميز بين الأزمنة، وهذا تقليد مِن تقاليد الإسلام السياسي بشكل عام، أنه يساوي بين العصور أو الدُهور، فهو يريد أن يعيش في القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد والقرن الخامس عشر بعد الهجرة بثياب محمد الفاتح، من دون النظر إلى ما حصل من تبدل، وما قام من تشابك بين البشرية، فتثوير قضية دينية، لم تثرها المراكز الإسلامية ولا علماء الدين من المذاهب كافة، نجد إردوغان يثيرها لشأن انتخابي قادم، ومحاولة استغلال المشاعر الدينية، قد يخدم إردوغان شخصياً في تسعير المشاعر المتطرفة، وهو على ما يبدو يريد هذا، لكن لا يخدم تركيا وشعبها ولا العالم الإسلامي، بقدر ما يضر بهما تماماً.

نقلاً عن "الشرق الأوسط"

خميس, 16/07/2020 - 14:39