مخابرات تركيا في قاعدة ليبية.. تساؤلات تلف زيارة غامضة

تستمر تركيا بالتدخل في شؤون ليبيا داعمة حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الدولية الداعية إلى استئناف الحوار ووقف التصعيد بين الأطراف المتصارعة.

فأنقرة التي هادنت على ما يبدو في ملف التنقيب في المتوسط بانتظار تسوية ما مع دول الاتحاد الأوروبي، تتمسك بالملف الليبي، مرسلة المزيد من المرتزقة، بحسب ما أكد الجيش مراراً، بالإضافة إلى تقرير صادر عن البنتاغون الأسبوع الماضي، وتقارير متتالية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

فبعد أن أكد الجيش الليبي، مساء الثلاثاء، أن أنقرة بدأت ترسل مرتزقة ينتمون إلى جنسيات عدة غير سورية أيضاً، أفادت معلومات للعربية، فجر الأربعاء، أن فريقا من المخابرات التركية وصل في رحلة مباشرة من تركيا إلى قاعدة الوطية الجوية.

وأضافت المصادر أن الفريق التركي الذي لم تعرف على وجه التحديد أهداف زيارته، بقي داخل القاعدة بضع ساعات، ثم غادر نحو تركيا.

أهم القواعد الجوية في ليبيا
وكان الجيش انسحب في مايو الماضي من تلك القاعدة، لتدخلها فصائل الوفاق المدعومة من أنقرة، فيما رجح مراقبون للشأن الليبي، أن يفتح إمساك قوات وميليشيات الوفاق بالوطية، الطريق أمام تركيا لتحويلها لقاعدة عسكرية دائمة في ليبيا، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي في منطقة شمال إفريقيا وقربها من البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.

وتعد تلك القاعدة من أهم القواعد الجوية الليبية وأكبرها، إذ تبلغ مساحتها نحو 50 كلم مربع، وتضمّ بنية عسكرية ضخمة شديدة التحصين، أقامتها الولايات المتحدة في أربعينيات القرن الماضي، وتتسم بموقع استراتيجي هام بقربها من الحدود التونسية والجزائرية وكذلك من البحر المتوسط، وتتيح تنفيذ عمليات قتالية جوية ليس بنطاق العاصمة طرابلس فقط وإنما بكامل المنطقة الغربية وحتى وسط ليبيا.

وضع يد تركية على الوطية
وكان المحلّل السياسي الليبي أبو يعرب البركي اعتبر في مقابلة سابقة مع "العربية.نت"، أن تركيا تسعى إلى وضع يدها على الوطية وتحويلها إلى قاعدة عسكرية دائمة لها في ليبيا، لأهداف عدّة يخطط لها الرئيس رجب طيب أردوغان، من بينها محاصرة أوروبا، ومحاولة التأثير السياسي في تونس والجزائر، خاصة أن هذه القاعدة تكمن أهميتها الاستراتيجية في كونها على الحدود في أكثر من جهة، لافتا إلى أن أردوغان باستحواذه على الوطية وعلى مدن الغرب الليبي، سيكون أمام فرصة كبيرة لفرض نفسه في خارطة غاز شرق المتوسط، خاصة أن ممرات الغاز الليبي تسير في ذات الاتجاه.

يذكر أن تركيا كانت وقعت مع حكومة الوفاق، اتفاقا أمنيا وبحريا مثيرا للجدل نهاية نوفمبر الماضي، يسمح لأنقرة بالاستحواذ على مناطق بحرية والاستفادة من موارد الطاقة، ومنذ ذلك الحين عملت على مساعدة حكومة الوفاق للبقاء في الحكم وتثبيت وجودها، من خلال دعمها عسكريا بمختلف أنواع الأسلحة وبالمقاتلين الأجانب، وسياسيا ودبلوماسيا.

العربية نت

أربعاء, 29/07/2020 - 13:55