حكومة تستجوب!

محمد ولد سيدي

غنت أم كلثوم دارت الأيام، حكومة كانت تريد تحويل البلاد من نظام جمهوري الى نظام ملكي، حكومة كانت ترى مالايراه غيرها، كانت تحتسب موريتانيا في كفة واحدة مع فرنسا واسويسرا، وهي من أضعف دول القارة السمراء، اليوم مرت الأيام، والليالي الملاح، ولا صوت يعلو فوق من أين لك هذا؟؟...إنهم فتية إختلسوا، وكذبوا ،وخانوا أنفسهم، وشعبهم، واليوم عليهم حسابا وعقاباً..

ولد حدمين ووزراءه المدللين أمام شرطة الجرائم الإقتصادية...لا مجال للهزل، ولا مجال لمضيعة الوقت، فيكفي من مضيعة الوقت:

ستون سنة من عمر الإستقلال ذهبت أدراج الرياح، ميلاد موريتانيا 1960 لا يختلف كثيرا عن موريتانيا 1/8/2020 ،عملة متدنية، إقتصاد ريعي، بنية تحتية متهالكة، مواصلات  رديئة، تعليم فاسد، صحة فاسدة،زراعة فاسدة، أرز مستورد، خضروات مستوردة، فواكه مستوردة، زيوت مستوردة، ملابس مستوردة، فراش مستورد، قمح مستورد، دواء مستورد، جامعة يتيمة لم تكتمل بعد، فساد مستشري، حلقاته لا تنقطع، ثروات هائلة، كلما جاءت حكومة تلعن أختها، وتردد نفس اللحن، لم نجد شيئا في الخزينة، والتعيينات من الأطر الأكفاء ،أرض تتفجر بالخيرات، قالوا للشعب المغلوب على أمره انتظر النفط، فلم يزدد إلا خيبة، وفقرا، وتخلفا، جاء الذهب، فتواصل مسلسل الإنهيار الأقتصادي، ولم يغن ذلك عن المسألة، فأرتفعت الديون في غضون أربع سنوات الى القمة 100%من الناتج المحلي تقريبا حوالي 5مليارات دولار....

رواتب مدنية، ومسمى عمال  في الدولة،نظاميين  أو عقدويين ، لايتجاوز  100ألفا من أصل 4ملايين نسمة تقريبا...

آن للنظام" المستمر " أن يعي معنى الإخفاق، ماكان بالأمس، لم يكن مقبولا اليوم...النظام العالمي تغير، وجائحة كورونا، وقبلها نتائج الإنتخابات الرئاسية الماضية أثبتت زيف السياسات المتبعة، وفشلها، الشعب يريد تطهير الدولة من سوسة الفساد والمفسدين، يريد بناء دولة عصرية قائمة على أسس سليمة، الكلمة الفصل فيها للقانون، وليس للوجهاء، والمتنفذين، وطبيعة تنوعنا، الإختلالات البنيوية، بيئة جاذبة للفوضى والخراب، والعلاج الأفضل للحفاظ على وحدة وتماسك الشعب هو العدل، والعدل أساس الملك، فكيف تكون أسرة بين وزير وسفير وأمين عام ومدير وقنسل وجنرال، ونائب، وأسر كثر، تأكل " لرظة " شهادات أبنائهم دون أن يجدوا من  يطعمهم، أو يلتفت إليهم...

إن الفوضى الخلاقة لم يسأل عنها الغرب كما يرى دبلوماسيون سابقون وكتاب، الفوضى الخلاقة المسؤول عنها الأول والأخير هم قادة دول الربيع العربي ومناطق أخرى من العالم، فلو كانت هناك عدالة على غرار ما هو متبع في الغرب، لما كانت هناك مظاهرات، ولا ثورات، ولا فتن، لا في ليبيا، ولا في اليمن، ولا سوريا، ولا في مصر، ولا في تونس، ولا في السودان، ولا في ساحل العاج، ولا في زيمبابوي، ولا في مالي، الأنظمة الشمولية الفاسدة هي أصل الفوضى الخلاقة، وعدوك حضاريا من الطبيعي أن يزيد من أوجاعك...

الجديد اليوم أن الموالاة تشهد ثورة داخلية ويعود الفضل في ذلك للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي غير بوصلتها نحو الأتجاه الصحيح- لست مطبلاً - ولكن، الحقيقة يجب أن نبوح بها كلما دعت الحاجة، وتتمثل ثورة الياسمين الثانية هذه في بلاد المليون قاعدة، ومبادرة في إنقلاب المواقف في نواب الموالاة من المطالبة بمأمورية ثالثة الى المطالبة بإستعادة الأموال المنهوبة ومحاكمة الرئيس السابق وأعوانه من المفسدين  .

دارت الأيام، حكومة العشرية تسأل! من سره زمن....ساءته أزمان،يقول شاعر الأندلس أبو البقاء الرندي....

لا قيمة لحرية التعبير إذا لم تتحقق معها الأهداف المنشودة، فدول الخليج قد لا تكون أكثر منا ثروات، ولكن أين هي اليوم، والصين تكبل صوت الذباب، هي الأقوى عالميا في زمن كورونا، بناء الدول لا يرتبط بالحريات، رغم أهميتها، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصدام حسين بَنَياَ دولهما، عن طريق مشاريع ورؤى وطنية، وفكرية وبطرق حضارية......فلماذا نخفق؟

الوطن فوق كل اعتبار

اثنين, 10/08/2020 - 11:15