مالي: بعد تجاوز مرحلة كيتا.. غموض يلف معالم المرحلة الانتقالية

رئيس المجلس العسكري آسيمي جويتا (أرشيف)

تمكّنت اللّجنة العسكرية التي أطاحت بالرئيس المالي، 18 ديسمبر، من فرض نفسها محليا وإقليميا منهية حكم إبراهيم بوبكر كيتا بفترة انتقالية لا تزال محل نقاش حول مدتها وطبيعتها. 

بعد ثلاثة أشهر من أزمة سياسية مستعصية فشلت جهود الوساطة الإقليمية في حلحلتها جاء الانقلاب الذي قاده العقيدان مالك دياو وإسماعيل واغي نائب رئيس اللجنة العسكرية والناطق باسمها على التوالي لكنهما اختارا العقيد آسيمي جويتا لرئاسة اللجنة بناء على توازنات عرقية ومهنية حيث يعتبر أحد الكفاءات العسكرية المتميزة. 

انقلاب العقداء هو رابع انقلاب في تاريخ مالي الحديث يتميز بكون قادته يحملون رتبا كبيرة في الجيش خلاف الانقلابات السابقة. وقد واجه منذ الساعات الأولى رفضا مطلقا من طرف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة. 

فرنسا التي تحتفظ بمئات الجنود في مالي، في إطار قوّة برخان، رفضت الانقلاب بشكل قاطع منذ البداية وهو رفض يجد تفسيرا ربمّا في كونها لم تكن جزء من التحضير له كما أن الحديث عن ارتباط العقل المدبّر له، العقيد مالك دياو، بروسيا هو موضوع شديد الحساسية بالنسبة لها حيث سبق أن انتقد المسؤولون الفرنسيون علنا محاولة روسيا إيجاد موطئ قدم في المستعمرة الفرنسية السابقة. 

غير أن تطوّر الأمور فرض عليها فتح خطوط اتصال مع الانقلاب من خلال سفيرها في باماكو وقائد قوّة برخان التي أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية استمرار مهمتها في "مكافحة الإرهاب". 

الانقلاب، اليوم، أصبح واقعا وقد طويت صفحة حكم إبراهيم بوبكر كيتا بشكل نهائي. ويعود ذلك إلى حجم الرفض الشعبي لحكم كيتا حيث لم يجد من يبكى عليه محليا بل على العكس كان الجميع مرحّبا بخلعه من الحكم خاصّة طيف المعارضة الواسع الذي كان يطالبه بالاستقالة. 

هذا الواقع المحلي فرض على المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أن تتعامل معه وأن تتجاوز مطلبها بعودة كيتا للحكم ليتحوّل النقاش اليوم إلى طبيعة الفترة الانتقالية ومدّتها. فالعسكريون يريدون قيادة فترة انتقالية من سنتين إلى ثلاث سنوات في حين تريد المجموعة فترة انتقالية من سنة على الأكثر بقيادة مدنية سيكون اختيارها صعبا نظرا للفراغ الحاصل في رئاسة البرلمان وكذلك المحكمة الدستورية. 

ويرفض المتحدث باسم اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب (اللجنة العسكرية الحاكمة) أن تكون هناك مفاوضات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قائلا إن المشاورات بين الماليين هي من ستحدّد معالم الفترة الانتقالية.

جمعة, 28/08/2020 - 13:13