رد تلميذ من تلاميذ école marché 

المصطفى ولد الحسن

سألت صديقي د.عبد الله لماذا خرجت مبكرا يوم امتحان مادة  "science" الأساسية؟!
قال لي؛ قبل العاشرة كنت قد أتممت حل الموضوعين الاختياريين، واخذت أقلبهما وأرى أيهما أزكى نقاطا، فأسلمه للأستاذ المراقب. 
عبد الله صار بعد سنين موظفا عموميا -مغبونا- من الفئة "A"، رغم ذلك؛ أي رغم كفاءته وطول مظلمته؛ يجادل عبد الله  الجميع (البوابين والفراشين والوزراء...) ويرد على الأسئلة جميعها؛ يرد الماكرة بمكر، والغبية يردها بغباء وضحكة هستيرية، و"طوبة" تضج بالتبغ الأحمر...

من فلسفة عبد الله وقد أضحى فيلسوفا بحكم ما حام حوله من تناقضات؛ أن "التلاميذ الطبيعيين" لا يرسبون، إنما يتجاوزون في كل عام. وهذا يجعلهم "عاديين" فقط. وأن النجباء يقفزون على رؤوس "السنين الدراسية" ويحرقونها كلما أتيح لهم ذلك.. وقد يَكْبُون ككل الجياد.

النابه الحكيم عبد الله من زمرة؛ فيهم من نال الكونكور قبل السادس، ومن جاء يوم الكونكور وظفر به، ومن حصد "بريفي" بجهد مُهْمَل، ومن انتزع الباكلوريا (وبمنحة) من الرابع إعدادي..؛ ثم واصلوا تحصيلهم -على مرأى و عجبٍ من "العاديين"- لكنهم لا يستنكفون عن زملائهم "العاديين" ولا يستكبرون عن التعاطي حتى مع سائقي سيارات التاكسي "المتهالكة".

تذكرت صديقي وأنا أقرأ الليلة تديونة يجر صاحبها ردائه أمام من لم يتجاوز -مثله- بشكل "عادي" الكونكور وبريفي والباك... ويتأفف أن استقل يوما إحدى عربات دار النعيم.
أقول له كما يقول له غيري نحن شعب سرقت مدارسه ودفاتره وطباشيره..؛ فكيف لنا أن ننعم بمسار دراسي "عادي"؟!
لكننا سنظل نسألك (وانت الناطق باسم الخريج)؛
لماذا بيعت مدارسنا ونحن مانزال نرسب في الكونكور وبريفي وباكلوريا؟؟؟!!! 
ستشق عليك أسئلتنا البسيطة، فاعتبرها من جناب البوليس السياسي أو الذباب، أو قل إن أزمة المرجعية هي ما وراء حنين تلميذ إلى حجرات école marché.

 

خميس, 10/09/2020 - 09:01