وادان ..ستظل شامخة

محمد ولد سيدي

واد من تمر، وواد من لبن، أو واد من " العلم " ،كم اشتاق إليك طلاب العلم، والبحاثة، كانت دورة مهرجان المدن الأثرية، ستقلع الى واحاتك، وتلالك الناعمة، ومكتباتك الغنية، ولكن، لعنة كوفيد 19 حرمتك من موجات بشرية ،لم تألفيها إلا في عز تاريخك المعطاء، الذي مازال شاهدا على أعصر لم تخلو من الإشعاع العلمي والأدبي.

هناك مسألة تحيرني، يرى بعض الباحثين أن من أسباب عدم ترك المستعمر الفرنسي، والبرتغالي، وحتى الإنجليزي، بنى تحتية في هذه الربوع، المترامية الأطراف، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، أين المدن الأثرية الحية ،شنقيط، وادان، تشيت، ولاتة؟ أم أن شراسة المقاومة ممثلة في رفض الآخر هي السبب الأول في اللاتعاون، واللا إعمار، واللا نظام مؤسساتي على غرار ما هو موجود في العالم المتحضر آنئذن؟

ستظل وادان.......شامخة، بقلاعها، وواحاتها، وساكنتها، وتضاريسها، تستقبل الزوار من كل فج عميق....

يعود تأسيس مدينة وادان إلى عام 536 هـ ومؤسسوها هم: «الحاج علي الصنهاجي، الحاج يعقوب القرشي، و الحاج عثمان الأنصاري» والتحق بهم في ما بعد عبد الرحمن الصائم وبنوا سورا لحمايتها من الغزو (الذي كان سائدا في ذلك العصر) والمدينة مبنية على حافة جرف وقد كانت مدينة وادان مركز إشعاع علمي و فيها «شارع الأربعين عالما».

سبت, 03/10/2020 - 09:57