لما ذا اينال  دون غيرها..؟!

أحمدو الوديعة

في كل مرة نتحدث عن  المجزرة  البشعة التي قتل فيها بوحشية ثمانية  وعشرون  عسكريا موريتانيا  صبيحة ذكرى  الاستقلال الوطني ترفع في وجوهنا حجة اكلاسيكية لايمل أصحابها من تكرارها رغم عوارها وتهافتها البين. 
تقول الحجة  وما الفرق  بين هؤلاء وجماعة 16 مارس التي  أعدمت هي الأخرى، الأنهم ضباط  زنوج فقط يستحقون اهتماما  ولأن الآخرين ليسوا كذلك لايستحقون أي اهتمام..؟!
دعوني أنبه المنصفين من رواد هذا الفضاء إلى فرق جوهري بين مجزرة اينال واعدام قادة انقلاب 16 مارس
- جماعة 16 مارس جماعة خططت لانقلاب وشرعت  في تنفيذه وفي  النهاية فشلت المحاولة  فاعتقلت وانعقدت لها محكمة  عسكرية  خاصة حكمت باعدام قادتها فنفذ الحكم، وهذا  نفسه  ما حصل مع المتهمين بمحاولة  انقلاب 10 أكتوبر 1987 التي اتهم ضباط محسوبون على  التيار  القومي الزنجي بالتحضير لها وقد  كشفت  المحاولة ساعات قبل الشروع في تنفيذها  فحوكم قادتها وحكم  عليهم بالاعدام ونفذ  الحكم.
في الحالتين يمكن الحديث  عن عدم عدالة  المحاكمة لأنها كانت  محكمة  عسكرية  خاصة وتستحق عائلا 16 مارس و9 أكتوبر تعاطفا وتضامنا لأنها فقدت أفلاذ أكبادها.
أما ما حصل  في قاعدة  اينال فهو شيئ مختلف تماما فالأمر هنا يتعلق بجنود وضباط  تم اعتقالهم  ضمن حملة تصفيات  عرقية  ولم  توجه  لأي منهم أي تهمة بالتحضير  لانقلاب؛ أقول لم توجه  أي جهة  عسكرية  كانت أو قضائية لهم تهمة الانقلاب وقد تم الإفراج  عن من نجى منهم من المقصلة دون أي محاكمة، وهناك معلومات بدأت تتكشف أن السبب  وراء  كل تلك الموجة من الاعتقالات كانت بهدف التغطية على  عملية فساد كبرى ارتأى المتورطون فيها أن أفضل وسيلة لدفنها هي اختلاق قصة مع الضباط  الفلان في الجيش وقد  كان لهم ما أرادوا بفعل حالة  الاحتقان  العنصري وبتأثير مباشر لسيطرة الخطاب  الشوفيني على نظام ولد الطائع.
ولاشك أن  مما زاد من ادرامية مجزرة  اينال  أنها  تمت فجر  يوم الاستقلال في اختيار  يكشف حجم  السادية واللا وطنية في نفوس مقترفي الجريمة التي  ما تزال جروحها الغائرة تفتك بجسمنا الوطني المثخن بالجراح والكدمات، هل تحتاجون أن أذكركم أن مئات المواطنين  الموريتانيين   - وأغلبهم جنود-  تمت تصفيتهم على أساس  عرقي و خارج القانون  في سنوات الجمر تلك.
 

خميس, 03/12/2020 - 15:56