نحن و الآخرون: نقاط الضعف و نقاط القوة

أحمد ولد المصطف

عند أغلبية شعوب العالم، الوقت هو المال، أما عند الكثير منا فيجب البحث عن وسيلة "لقتله"؛

- عند أكثرية الشعوب، إذا سئل أحد في مجال غير اختصاصه أو اهتمامه، أجاب بأنه لا يدري، أما عندنا فنادرا ما يعتذر شخص عن الإجابة على سؤال مبررا عدم قدرته على ذلك؛ 

- في دول العالم، يتنقل الناس في وسائل  النقل العمومي (الحافلات، الباصات، الترام واي، إلخ...)، أما الأجرة (التاكسي) فلا يستخدمها إلا الخواص الذين يريدون كسب الوقت،  أما عندنا فسيارة الأجرة،  التي لا تستوجب للكثير من الشروط المطلوبة، هي أكثر وسائل النقل شيوعا؛ 

- في جميع دول العالم تقريبا، يتم التعليم في مرحلتيه الابتدائية و الثانوية في مدارس عمومية، أما عندنا فأصبح التعليم الخصوصي في هاتين المرحلتين، و خصوصا في المدن الكبرى، يطغى على التعليم العمومي؛

- عند أغلب شعوب العالم توثق المعاملات (عقود العمل المنزلي، البيوع، الالتزامات...)، أما عندنا و رغم أن الشرع الإسلامي و القوانين المعمول بها تحض على ذلك، فأغلب معاملاتنا تتم عرفيا و دون اثر مكتوب، سواء بين المواطنين أنفسهم أو بين المواطنين و الأجانب؛

- في أغلب دول العالم، يتم فضح المخالفين للقانون، و يكون الأمر أكثر صرامة بالنسبة للمشتبه في اختلاسهم للمال العام و الضالعين في الفساد، أما عندنا فيتم التستر على هؤلاء محليا و شعبيا او عدم الاكتراث بهم، و لا يكتشف أمرهم إلا من قبل أجهزة الرقابة الرسمية، إن هي استطاعت ذلك؛

- خارج حدودنا و في البلدان التي تتبنى النظام الديمقراطي، يهتم عادة بالسياسة من يحملون أفكارا لتغيير المجتمع نحو الأفضل أو من لهم مصالح كبرى يريدون الحفاظ عليها، أما عندنا فترى جموع الأميين الذين لا مشاريع لهم و لا رؤى ينشطون في "السياسة" يؤيدون كل التوجهات، سواء كانت في الاتجاه الصحيح أم الخطأ؛

- في أغلب دول العالم، المواضيع التي تهم المواطنين هي التشغيل و اسعار المواد الأساسية و التعليم و الصحة و النقل، أما عندنا فالاهتمام الاكبر منصب على التعيينات الخاصة في مجلس الوزراء؛

- عندنا و كقاعدة عامة، نهتم بشكل الخطاب و مصدره أكثر من الاهتمام بمضمونه و مدى صدقيته. 

مع ذلك، فنحن شعب صبور و شجاع في الاوقات الصعبة و متضامن و نمتاز بقدرة كبيرة على التكيف مع أقسى الظروف الطبيعية و الاقتصادية، مع جرعة ذكاء و دهاء لا تخطئها العين...

-

خميس, 03/12/2020 - 20:35